«معتقلات الموت» شهادات صادمة لضحايا الدعم السريع على يد عبد الرحيم دقلو
نقلاً عن ضحايا الدعم السريع، تتضمن “معتقلات الموت” شهادات مروعة عن العنف الذي يُمارس بوحشية من قِبَل عبد الرحيم دقلو.
جاءت فصول مدهشة من الروايات والقصص المأساوية ومفاجآت قوية من قبل عدد من الناجين والمفرج عنهم من سجون الدعم السريع، التي تقع بجوار مبنى الأدلة الجنائية في شارع عبيد ختم وبرج البركة في وسط السوق العربي بالخرطوم. وراء جدران هذه السجون، يحدث أفعال تعذيب واعتقال للمسجونين “سواء كانوا عسكريين أو مدنيين” والذين يحبسون من قبل قوات الدعم السريع المتمردة بتهمة مخالفة الأوامر وتحريض العنصرية والانقسام القبلي داخل المجموعة. والمدهش في هذا الأمر هو أن عددًا من الناجين أكدوا أن عبد الرحيم دقلو كان يشرف بنفسه على احتجاز وتعذيب واعتقال المسجونين والمخالفين من أفراد المجموعة قبل هروبه من الخرطوم.
كشف “التحقيق الصحفي” الكثير والمثير عن ما يحدث خلف كواليس معتقلات الدعم السريع في الخرطوم، من خلال شهادات شهود العيان الذين سارت لهم الساحات للنجاة من هذه الأماكن، سواء بالإفراج عنهم أو بالهروب… فجر أحد الناجين من “أفراد الدعم السريع” مفاجأة غير متوقعة وجديرة بالاهتمام، حيث أكد وجود أعداد ضخمة من أفراد الدعم السريع داخل هذه المعتقلات، وتحت حراسة مشددة منفصلة عن غيرها، تحت إشراف مباشر يومي من قائد المتمردين الثاني في قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، قبل هروبه من الخرطوم. بالإضافة إلى عدد من قادة الميليشيا الذين يسمونهم قادة المناطق. روى الناجي تعرضهم لأسوأ أنواع المعاملة، مقارنةً بالمعتقلين من قوات النظام والمدنيين، وقال إن حراسهم من الشرطة العسكرية واستخبارات الميليشيا يمارسون عمليات الضرب والتعذيب بحقهم في أماكن الاحتجاز يوميًا وبشكل مُنتظم.
أُسرَى تحت مرمى نيران الطيران الحربي بأمر قادة الميليشيا، وروى أحد الناجين قصة هروبه من سجون الدعم السريع في شرق النيل. كشف الناجي عن محاولات قادة وأفراد الميليشيا المستمرة لتعريضهم للهجمات الجوية. وصرح قائلاً “سمعتهم يتحدثون في إحدى المرات بصوت عالٍ عن خروج جميع المعتقلين في الفناءات وتعريضهم للقصف الجوي للقوات المسلحة، بهدفين. الأول هو التخلص منا بدون عناء أو مساءلة، والثاني هو اتهام القوات المسلحة بالاستهداف العدائي للمدنيين والأسرى”. وأضاف الناجي “حمدًا لله، صونونا في كل مرة يحلق فيها الطائرة لساعات طويلة دون قصف مواقع تواجدنا. يأخذونا مقيدين بالأصفاد ويبتعدون لمسافات وفي اتجاهات مختلفة حتى لا تصلهم نيران القصف الجوي.”
هروب من الأسر:
ويستمر “الناجي من الأسر” في حديثه ويقول في يوم من الأيام، توصلنا أنا ومن كان معي في أقيان الكلابش، وكنا ثلاثة، إلى أن نهرب بعد أن علمنا بتكرار تجربة وضعنا تحت نار القصف الجوي، وتعرفنا على مكان اختبائهم والاتجاهات التي يمكننا الهروب من خلالها. فقد هربنا وبعد ساعات من الهروب، وجدنا أنفسنا في سوق صغير يتواجد فيه حركة المواطنين. وأشار إلى توتر وخوف المواطنين منا ورشقتهم لنا بالحجارة. وقال “صرخنا بصوت عالي ليعرفوا من نحن، فتوقف المواطنون عن رشقنا بالحجارة، بعد أن تعرفوا من نحن وترحبوا بنا”. وقدموا لنا المساعدة اللازمة ومن ثم انطلقنا للبحث عن عائلاتنا والخروج من مناطق تواجد ميليشيا الدعم السريع.
أسوأ المعتقلات:
وفقًا لما صرح به عدد كبير من الناجين والمفرج عنهم، يتم وضع أسوأ المعتقلات شرق مباني الأدلة الجنائية في شارع عبيد ختم في الخرطوم، وقاموا بوصف ما يحدث داخلها بأنه “تعذيب وحشي”.
ووفقًا لشهادات عدد من المعتقلين، توصل “التحقيق الصحفي الاستقصائي” إلى أنه يُمكِن ترتيب هذه المعتقلات وفقًا لمدى سوء المعاملة والتعذيب والترهيب الذي يحدث فيها، من الأكثر وحشية إلى الأقل وحشية على النحو التالي: “موقع الأدلة الجنائية – موقع برج البركة في السوق العربي – موقع الرياض – موقع سوبا – موقع سلاح المظلات بشمبات”.
اغتيالات وتصفية داخل المعتقل:
وصف العديد من الناجين من معتقل وحبس برج البركة بسماعهم أصوات إطلاق نار من حين لآخر، واعتقدوا في البداية أنها ضربات تهديد وتخويف. ومع ذلك، فوجئوا بأن إطلاق النار كان في الواقع عمليات تصفية للمخالفين والرافضين للمشاركة في العمليات العسكرية، بحجة أنهم يثيرون الفتنة داخل صفوف المليشيات، وفقًا لقول أحد أفراد الاستخبارات التابعة للدعم السريع العاملة داخل المعتقل.
المليشيا تفشل في السيطرة والقيادة: يكشف هذا “التحقيق الصحفي” عن عدم قدرة القيادة العليا للمليشيا على السيطرة على أعضائها “قادة ميدانيين وجنود” الذين تسببوا في فساد وقتل ونهب في الأرض، دون مراعاة حقوق المواطنين بغض النظر عن كبرهم أو صغرهم أو جنسهم أو عمرهم.