مبادرة مصرية بمشاركة عدد من دول الجوار بشأن الحرب في السودان
بدأت مصر بالتجهيز لعقد اجتماع على مستوى الزعماء ورؤساء الحكومات لدول جوار السودان، في القاهرة، في منتصف شهر يوليو/تموز الحالي. ووفقاً لمصادر دبلوماسية مصرية، وجهت القاهرة الدعوة لقادة كل من ليبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإريتريا، لمناقشة سبل وقف الاقتتال الدائر منذ 15 إبريل/نيسان الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
مصر تستضيف قمة لدول الجوار
وقال مصدر دبلوماسي مصري، في حديث مع “العربي الجديد”، إنه “إلى جانب هؤلاء، وجهت القاهرة دعوة رسمية لإثيوبيا لحضور الاجتماع”، مشيراً إلى أن الأولى “لم تتلقّ رداً بشأن تلك الدعوة من جانب أديس أبابا حتى الآن”، مرجحاً في الوقت ذاته مشاركة الأخيرة في الاجتماع عبر وزير خارجيتها.
وبحسب الدبلوماسي المصري، فإن الاجتماع “كان مقرراً في النصف الأول من مايو/أيار الماضي، قبيل القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في مدينة جدة السعودية (19 مايو الماضي)، إلا أنه أُجِّل بناءً على طلب من بعض دول جوار السودان، التي تشاورت معهم القاهرة” وأضاف: “طلبت تلك الدول التأجيل بعد تدخل دوائر سعودية، حتى لا يحدث تشويش على الجهود التي تقودها الرياض لوقف إطلاق النار وحل الأزمة وقتها”. وكشف الدبلوماسي المصري أن القاهرة “قد توجه الدعوة لما يمكن تسميتهم أصدقاء السودان، وهم بعض الأطراف ذات التأثير بطرفي النزاع هناك”.
من جانبه، قال دبلوماسي مصري آخر، إن الاجتماع المقرر عقده منتصف الشهر الحالي، بعد وصول تأكيدات من جانب غالبية دول الجوار السوداني بالمشاركة فيه “حق أصيل للدول المجاورة للسودان، لكونها الأكثر تأثراً بالأوضاع المتردية هناك منذ منتصف إبريل الماضي، مع نزوح آلاف السودانيين باتجاهها، وتحمل تلك الدول تبعات مباشرة جراء ذلك”. واستفاض الدبلوماسي المصري: “كانت هناك محاولات منذ اللحظة الأولى لتهميش الدور المصري، على الرغم مما يربط مصر بالسودان من علاقات وثيقة”. وأضاف أن القاهرة “تواجه مواقف متعنتة من الدوائر كافة، سواء العربية أو الأفريقية”، مشيراً إلى “اللجنة الأفريقية المفوضة من الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية (إيغاد)، التي تضم جنوب السودان والصومال وإثيوبيا وكينيا”. ورأى أنه “على الرغم من أن كينيا لا تعتبر وسيطاً محايداً، وكانت بينها وبين السودان خلافات في السابق، إلا أنها عضو في اللجنة”.