وفقًا للإحصاءات الأولية، يشير إلى أن أكثر من 59 شخصًا قتلوا وأصيب العديد من المدنيين في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. وحدث ذلك في حالة تجدد القتال بين الجيش وقوات “الدعم السريع” للمرة الثانية خلال الأسبوعين الماضيين.
في المدينة التي عاشت في عزلة بسبب عدم وجود اتصالات وإنترنت, تعرضت لحادثة مروّعة يوم الثلاثاء الماضي, حيث قتل 22 شخصًا من بينهم أطفال ونساء بسبب سقوط قذائف المدفعية والصواريخ على منازلهم في الاشتباكات العنيفة المستمرة بين الطرفين.
وحسب التقارير الواردة يوم الثلاثاء، فقد تعرضت بعض العائلات لفقدان أعدادا كبيرة من الأبناء والبنات، بمن فيهم الأطفال، بسبب سقوط قذائف على مناطق مأهولة بالسكان. وعلى الرغم من الاشتباكات العنيفة التي تجري، فقد أدت هذه المواجهات إلى إجبار الكثير من الناس على النزوح والهروب من أجل النجاة من ضربات عشوائية قد تؤدي إلى الموت.
يحدث انقطاع في خدمات الهواتف والانترنت التي تأثرت بالاشتباكات التي تحدث في المدنية التي تشهد معارك شرسة بين الجيش وفرقة “الدعم السريع”.
توجهت الحرب بين الجانبين إلى إقليم دارفور فور اندلاعها في العاصمة الخرطوم في منتصف أبريل الماضي. يتحدث العديد من النازحين من القتال في نيالا عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا قتلى وجرحى في الأيام الأولى من اندلاع المعارك بين القوتين المتحاربتين.
يؤكد الجيش السوداني أنه لا يزال يقاوم باستمرار محاولة قوات الدعم السريع لشن هجوم على الفرقة (16) بهدف الاستيلاء عليها والسيطرة على الولاية بأكملها.
ووفقًا للمصادر، تم قتل غالبية الضحايا بالرصاص وشظايا القصف المدفعي العشوائي الذي نفذته قوات الدعم السريع المتمردة ضد الجيش خلال المعارك، حيث أصبحت أحياء وسط المدينة خاوية تمامًا من السكان، وتعطلت جميع المستشفيات تمامًا.
وصلت قوة مشتركة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية “جوبا للسلام” 2020 إلى نيالا يوم الاثنين الماضي لضمان حماية المدنيين.
قامت الجماعات التي قررت عدم التحالف مع أي من الأطراف المتحاربة بإجراء اتصالات ووساطة مع قادة الجيش وقوات “الدعم السريع المتمردة” في جنوب دارفور للتوصل إلى وقف للتصعيد.
وفي ردها، وجهت قوات “الدعم” اتهامات للجيش بارتكاب مجزرة مروعة ضد المدنيين الأبرياء في مدينة نيالا، حيث لقي 42 شخصًا حتفهم وأصيب العشرات. وأشارت إلى أن قوات الجيش قامت بقصف عشوائي لأحياء شرق نيالا مثل طيبة والسكة الحديد باستخدام المدفعية الثقيلة، مما أدى إلى مقتل معظمهم من الأطفال والنساء.
وذكر البيان أن القصف العشوائي المستمر لأيام قد أدى إلى قتل أسر بأكملها وإصابة العشرات، مما دفع معظم سكان الأحياء الشرقية في مدينة نيالا إلى الفرار من منازلهم. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع نقلت عددًا من الجرحى إلى المراكز الصحية والمستشفى الميداني التابع لها لتقديم الرعاية الطبية لهم. ودعا المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها في إدانة هذه الجريمة ضد المدنيين.
بالمقابل، تواجه قوات “الدعم السريع” والميليشيات المسلحة المتحالفة معها اتهامات بارتكاب انتهاكات مروعة واستهداف مجموعات سكانية في الإقليم على أساس العرق والأصل.
أُعلِنَ الأسبوع الماضي من قِبَل الأمم المتحدة، أَن الاشتباكات المستمرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في السودان، أَدَتْ إلى تعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في نيالا الذين يُعانونَ من نقص في المواد الغذائية. ووفقًا لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة، فإن أكثر من 50 ألف شخص نزحوا إلى المناطق الآمنة في الإقليم بسبب تصاعد العمليات العسكرية.
وفقًا لإحصاءات أولية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، فقد تم قتل أكثر من 4 آلاف شخص، بما في ذلك مئات المدنيين، ومعظمهم من الأطفال، وتقدر أعداد الضحايا الفعلية بأعداد أكبر بكثير.