Uncategorizedإنتهاكاتاخبارالسودان

شهادات مروعة لناجون من معتقلات الدعم السريع في دارفور

    بمخيم أدري شرقي تشاد يروي عدد من اللاجئين السودانيين الفارين من مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، قصصاً مأساوية حدثت في الإقليم دارفور عقب المعارك العسكرية الأخيرة، لا سيما الانتهاكات المباشرة ضد المدنيين العزل من قبل قوات الدعم السريع المتمثلة في الاعتقال والتعذيب.

    ونقل ضحايا وشهود استطاعوا الفرار بوقوع مجازر وانتهاكات بولاية غرب دارفور، فضلا عن العنف الجسدي والتمثيل بالجثث وفقء الأعين عن طريق قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.

    مثله ومئات الأسرى، واجه “حمادة عبد الله أحمد هارون” مصيراً مأساوياً عقب سقوط الحامية العسكرية لمدينة الجنينة، ويقول إنه كان شاهداً على الفظائع التي ارتكبت هناك على يد قوات الدعم السريع.

    يقول هارون، “في الرابع من فبراير الماضي وقع هجوم عن طريق قوات الدعم السريع على أردمتا من الناحية الشمالية لحي الإذاعة”. ويضيف: “كان يوم قاسياً على الجميع، شهد وقوع حالات قتل وعنف”.

    يوم سقوط الفرقة (15) اقتيد هارون وسبعة آخرين لمنطقة “عدار” شمالي مدينة الجنينة، وجرى اعتقالهم بإحدى المدارس.قُتل عدد من الأشخاص الذين كانوا مع هارون، بينما بلغ عدد المعتقلين معه في أحد القطاعات التابعة لقوات الدعم السريع (36) شخصاً.

    وقال إن “عدد المعتقلين من الأطفال بلغ (64) طفلاً”.وفقاً لهارون، فإن بعض هؤلاء المعتقلين أُطلق سراحهم عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

    وبينما استطاع البعض الهروب إلى الحدود التشادية لتكتب له حياة جديدة، فإن أعداداً كبيرة من المعتقلين ينتظرون مصيراً مجهولاً.

    هرب هارون ونحو (41) معتقلا لدى قوات الدعم السريع بعد رحلة شاقة على الأقدام استمرت لأكثر من ست ساعات قبل ان يصل إلى مخيمات أدري للاجئين السودانيين في تشاد .

    شهادة أخرى يدلي بها “حمادي أحمد آدم (36) عاماً” لـ(عاين)، ويقول إنه كان يقيم بمعسكر “أردمتا” للنازحين، وهو أحد الناجين من القتل برصاص قوات الدعم السريع، ويشير إلى تعرضه للهجوم ضمن (21) شخصاً آخرين في الخامس من نوفمبر الماضي، عن طريق مليشيات تابعة لقوات الدعم السريع.

    ويقول: “بادر هؤلاء الذين هجموا علينا بسؤالنا عن قبيلتنا. أجبنا بأننا من أهلية المساليت”. ويتابع آدم: “كان بيننا أحد الأطباء قتل في الحال بتهمة أنه يقدم خدمات طبية وعلاجية للجيش”.

    وقع آدم، في الاعتقال لدى الدعم السريع، ضمن (20) آخرين “بأردمتا” حيث تم اقتيادهم إلى عدة اتجاهات. ” كانت هناك جثث على امتداد الطريق”. يقول آدم ويضيف: “في هذه الرحلة المأساوية تناقص عددنا، فبعد أن كنا (21) شخصاً صرنا أربعة أشخاص فقط، لقد تعرضنا للاعتداء الجسدي المتواصل عن طريق قوات تابعة للدعم السريع، وأشار إلى بعض الأشخاص فقدوا القدرة على النطق بسبب شدة الألم”.

    لم تكتف قوات الدعم السريع والمليشيات التابعة لها، بحسب رواية هؤلاء الناجين بالقتل والضرب والترهيب والاغتصاب، لكنها مثلت بالجثث.

    يقول آدم، أنه رأى جثة مُثّل بها هؤلاء الجناة عندما مزقوا الصدر، وأخرجوا الرئيتين عن موضعهما.وبعد وصول هؤلاء الضحايا المقبوض عليهم بواسطة الدعم السريع بالقرب من أحد المستوصفات الطبية بمدينة الجنينة أطلق عليهم أحد جنود الدعم السريع النار.

    ومن بين الـ(21) شخصاً قُتل (9) أشخاص في الحال. ونجا حمادي أحمد آدم من هذا الموت المؤكد ذلك اليوم عن طريق الصدفة المحضة عندما ظنّ جنود الدعم السريع أنه لقي حتفه، ليكون أحد الشهود على عدد من الانتهاكات الجسيمة التي وقعت على عشرات المواطنين العزل.

    يحكي آدم، أنه شهد قيام هذه القوات بفقء عيني أحد الأشخاص المعتقلين عن طريق آلة حادة. يقول أنه “كان مشهداً قاسياً لن يُنسى بسهولة”.

    وتحت وطأة التعب والإرهاق الشديد، نُقل آدم ضمن آخرين لمستشفى الجنينة التعليمي في ظل عدم وجود أطباء ورعاية طبية. وخلال سبعة أيام قضاها هناك شهد موت (11) شخصاً؛ بسبب عدم توفر العناية الطبية.

    ومع عدد من الأشخاص، استطاع حمادي أحمد آدم الهروب والوصول إلى مخيم أدري على الحدود التشادية بعد رحلة مضنية وشاقة.

    يقول آدم إنه إذ يروي هذه الشهادة، فإنه لا يخشى شيئاً، ويرى أن ما حدث في “أردمتا” يعتبر إبادة جماعية، ويدعو لملاحقة ومحاكمة الجناة الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات وتقديمهم للعدالة.

    أما مسعود أحمد محمد عبد الله وهو من مدينة الجنينة محلية “أردمتا” بحي الرصافة الذي اعتقل عن طريق الدعم السريع في الحدود التشادية في الرابع من نوفمبر الماضي، يقول إنه” أمضى في المعتقل (40) يوماً قبل أن يستطيع الهروب في العشرين من ديسمبر الماضي، وبعد رحلة شاقة استطاع الوصول إلى دولة تشاد”.و

    يجرم القانون الدولي الإنساني الاعتداء على المدنيين وفرض حماية واسعة لهم في أثناء النزاعات وفقاً لاتفاقية جنيف.

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى