الخارجية الأمريكية: نشعر بقلق بالغ إزاء الإغتصاب وأشكال العنف القائم على حسب العرق في السودان
أدانت الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت الماضي انتشار العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان بعد بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أن التقارير المتعددة التي تتحدث عن حالات الاغتصاب والاغتصاب الجماعي وغيرها من أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات في مناطق غرب دارفور وغيرها، تثير قلقًا كبيرًا، وأضافت أن هذه الأعمال الوحشية تساهم في ظهور نمط جديد من العنف العرقي الموجَّه.
تُربط العديد من المؤسسات المحلية والدولية بين العنف الجنسي في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور ولقوات الدعم السريع كمصدر لهذه الانتهاكات.
وعبّر عدد من خبراء الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء التقارير التي تشير إلى استخدام وحشي وواسع النطاق للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي من قبل قوات الدعم السريع خلال النزاع المسلح الذي اندلع قبل 4 أشهر في السودان.
عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها العميق بشكل خاص بشأن الوضع في مدينة نيالا ومحيطها جنوب دارفور، حيث يعاني عشرات الآلاف من الأشخاص المحاصرين، وأكدت أهمية محاسبة المجرمين في السودان على ارتكابهم الجرائم البشعة.
في نهاية بيانها، طلبت وزارة الخارجية الأمريكية من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وقف القتال فورًا والسماح بمرور آمن لجميع المدنيين خارج المدينتين.
ويقول خبراء القانون أن الصراع تسبب في تداعيات إنسانية هائلة حيث قتل الآلاف من المدنيين وتشرد الملايين قسراً من منازلهم. ولقد اضطرت ما يقرب من 700 ألف لاجئ وطالب لجوء إلى الهروب إلى الدول المجاورة.
شدد خبراء الحقوق التابعين للأمم المتحدة على ضرورة أن يتوقف الطرفان عن ارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان.
في بيان صحفي، أبدوا قلقهم البالغ بشأن التقارير المستمرة حول الانتهاكات الواسعة التي يرتكبها قوات الدعم السريع، بما في ذلك تقارير عن اختفاء نساء وفتيات بالقوة وإجبارهن على العمل واستغلالهن جنسياً.
احتجاز مهين
يجري احتجاز المئات من النساء من قبل قوات الدعم السريع في ظروف مهينة وغير إنسانية، ويتعرضن للاعتداء الجنسي بجانب أنهن يواجهن خطر الاستعباد الجنسي.
قال الخبراء إن النساء والفتيات السودانيات في المدن وفي منطقة دارفور معرضات بشكل خاص للعنف، وتأثرت بشكل كبير حياتهن وسلامتهن كمهاجرات ولاجئات خاصة من إريتريا وجنوب السودان.
وأشار البيان الإعلامي إلى اتهامات تفيد بأن أشخاصاً يُعتقد أنهم أعضاء في القوة السريعة يستخدمون الاغتصاب والعنف الجنسي كوسائل لتعذيب وترويع المجتمعات.
وأفاد البيان بأن بعض حالات الاعتداء الجنسي تبدو أنها مستندة إلى أسباب تتعلق بالعرق والتحيز العنصري.
دعم الضحايا
يتحدث الخبراء في مجال القانون عن إعاقة القدرة على تقديم الدعم للضحايا بسبب استمرار القتال الذي يعوق الوصول إلى الضحايا والمجتمعات والمناطق المتأثرة.
وأشاروا إلى صعوبة وصول المنظمات المحلية والدولية للفئات المتضررة والمؤهلة للحماية الدولية، بهدف تقديم المساعدة لهم بما يتضمن الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.
وفقًا للأدلة، يلاحظ أيضًا استهداف النساء اللواتي يدافعن عن حقوق الإنسان بشكل مباشر.
وأكد الخبراء على ضرورة أن تثبت قوات الدعم السريع التزامها بالقوانين والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، بما في ذلك منع حدوث العنف الجنسي واستغلال الجنس وتجارة البشر، بالإضافة إلى تسهيل الوصول الإنساني ومحاسبة من يرتكبون انتهاكات.
وذكّر خبراء الصراع في السودان الأطراف المتصارعة بضرورة احترام المقاتلين القانون الدولي بشكل صارم، وحثوهم على التوصل إلى حل سلمي للصراع. وطالبوا المجتمع الدولي بإجراء تحقيق في الانتهاكات المزعومة.