كشفت قيادات أهلية بولاية غرب دارفور عن 30 مقبرة سرية تضم الف جثة من ضحايا الهجوم المستمر على الجنينة منذ ابريل الماضي.
واتهم الفرشة مجيب الرحمن محمد يعقوب في مؤتمر صحفي ببورتسودان يوم السبت عقب وصوله ضمن وفد أهلي من انجمينا قوات الدعم السريع بالسعي لطمس أدلة الجرائم التي ارتكبت في الجنينة عبر إجبار الهلال الأحمر على تجهيز الجثث المتناثرة في المدينة وشحنها على متن شاحنات ، وأشار إلى دفن قوات الدعم السريع الجثث في أماكن مجهولة.
وقال إن قوات الدعم السريع تجبر منسوبي الهلال الأحمر على الابتعاد بعد شحن الجثامين في العربات وتدفنها في أماكن غير معلومة. وأشار أيضاً إلى إلقاء مئات الجثث في وادي كجة.
هدم معسكرات النازحين
كما اتهم مجيب الرحمن قوات الدعم السريع بهدم كل معسكرات النازحين بما فيها معسكر أبو ذر ومعسكر غابة النيم. وقال إن العدد المحصور من الضحايا حتى قبل يومين من مقتل والي الولاية بلغ 5 آلاف قتيل وثمانية آلاف جريح، وأشار إلى سقوط مئات الجرحى بعد ذلك في الطريق من الجنينة إلى اردمتا ، والطريق بين الجنينة وادري التشادية. . وأكد مقتل 600 جريح داخل مراكز العلاج.
ودعا لجنة التحقيق التي شكلها رئيس مجلس السيادة البرهان للإسراع في الانتقال إلى تشاد للاستماع إلى افادات الناجين من أحداث الجنينة.
وأشار مجيب الرحمن إلى مقتل الشهود والمحامين في أحداث كريندنق 1 و2 ، مشيراً إلى فرار 50 محام من الجنينة إلى تشاد.
وطالب المركز بتعيين والي جديد لملء الفراغ الإداري في الولاية حتى تحصل على نصيبها من المساعدات.
ونبه مجيب الرحمن إلى التباحث مع الحكومة في بورتسودان مع الحكومة حول تهيئة سبل عودة اللاجئين في تشاد وملء الفراغ الإداري في غرب دارفور .
ودعا الجيش للإسراع في تحرير الجنينة وإلقاء القبض على المتورطين في الجرائم قبل أن يهربوا إلى الخارج.
وقال إن الدعم السريع والمليشيات تحتجز مواطنين في مختلف المحليات كرهائن وتمنعهم من مغادرة البلاد وتلزمهم على دفع مبالغ نقدية.
غير صالحة للسكن
من جانبه قال الفرشة صالح ارباب سليمان إن استهداف الجنينة وولاية غرب دارفور جاء بسبب رفض مكوناتها الاستجابة لطلب الدعم السريع لمساندتهم في اجتياح بقية ارجاء السودان، وأوضح في مؤتمر صحفي ببورتسودان إن قوات الدعم السريع حشدت أكثر من مائة الف جندي من دول الجوار قبل الحرب وأضاف (أبلغنا قيادة الدولة بهذا الأمر في وقته).
وأكد إن الجنينة اصبحت غير صالحة للسكن، مشيراً إلى لجوء 90 في المائة من سكان المدينة إلى تشاد حيث يعانون من هطول الأمطار في ظل عدم توفر الإيواء لبعضهم. وأشارت القيادات الأهلية إلى استعداد اللاجئين في تشاد للعود إلى الجنينة وبقية مدن غرب دارفور.
جثث على اسقف المنازل
من جانبها كشفت تنسيقية لجان المقاومة الجنينة ان عدد من الجثث ما زالت على اسقف المنازل وداخل البيوت ولم يتم دفنها او التعامل معها.
وأكدت التنسيقية، في تقرير يوم السبت، إن معظم الجثث تم التخلص منها برميها في وادي كجا مشيرة إلى وجود مقابر جماعية غرب المشتركة او رنقا (التراب الاحمر).
وأشارت التنسيقية إلى هدم وتدمير معسكرات النازحين بالمدينة خاصة اجزاء من معسكر ابو ذر، وكل معسكر قيلاني( الغابات)، ومعسكر كريندق و معسكر مدينة الحجاج.
وقالت التنسيقية أن الاعتداء طال حتى أبواب وشبابيك واسقف المنازل التي تعرضت للخلع والتحطيم.
وأكدت نهب كل الاحياء الجنوبية والغربية، ونبهت إلى ضعف في شبكة الاتصالات مع انقطاع تام لخدمة الانترنت.
وقالت إن الوضع الأمني ما زال غير مستتب مع انتشار واسع للدعم السريع والمليشيات داخل مدينة الجنينة واطلاق الرصاص عشوائياً مع عوده حذرة ومحدودة للحركة في الاحياء الشمالية.
شح في الأدوية
ونبهت إن المدينة تعاني شحاً في الادوية والخدمات الطبية وارتفاع حالات الملاريا والالتهابات. وارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية والسلع التموينية مع صعوبة في الحركة بين اجزاء المدينة.
وأكد التقرير تمركز اغلب السكان المتبقين بمدينة اردمتا التي نزحوا اليها بعد ان دُمرت مدينة الجنينة.
وأشار تدخل محدود للمنظمات الدولية والاقليمية مع استمرار تدفق اللاجئين الى تشاد خصوصاً سكان مورني وكرينك.