اخبار

الأمم المتحدة تروي تفاصيل اغتيال عامليها في دارفور

    منذ بداية الحرب في السودان ويتعرض العاملون في الأمم المتحدة لخطر داهم سواء بالاعتداء تارة والقتل تارة أخرى .

    المجلس النرويجي للاجئين- المنظمة الشريكة للأمم المتحدة- فقد اثنين من العاملين السودانيين التابعين له في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.وذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة رواية اغتيال 2 من عامليها في دارفور ،وأجروا حوارا مع السيدة ماتيلد فو، مديرة المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين لتسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي يمر بها العاملون الإنسانيون وتحدثت فيه عن عملية الاغتيال التي تعرض لها 2 من زملائها .

    فجاء في حديثها الشيخ وأبوبكر عاملان إنسانيان كانا يعملان مع المجلس النرويجي في مدينة الجنينة، ولقيا حتفهما خلال الهجوم العنيف على المدينة. حدثتنا ماتيلد عن الشيخ فقالت:“كان الشيخ عاملا مجتمعيا، وكان نازحا يعيش في أحد مخيمات النازحين بالقرب من مدينة الجنينة. نزح الشيخ منذ فترة طويلة.

    تعرضت عائلته للهجوم منذ بضع سنوات، وكان يعيش وضعا صعبا وظروفا معيشية قاسية للغاية. عمل معنا في مجلس اللاجئين النرويجي وتمثلت مهمته في التواصل مع المجتمع المحلي. على سبيل المثال، كان يخبر الناس قبل أي عملية لتوزيع المساعدات. كان يجمع أيضا المعلومات حول الاحتياجات في المخيم ثم يتصل بالمجلس النرويجي للاجئين ويخبرنا إذا حدثت أي مشكلة في المخيم”.قتل الشيخ في منتصف شهر مايو خلال الهجوم الذي استهدف مدينة الجنينة وأسفر عن مقتل وجرح المئات وتشريد الآلاف.تقول ماتيلد إن المهاجمين لم يضعوا “أدنى اعتبار للمدنيين أو حياتهم. تم إحراق الكثير من مخيمات النازحين التي كان الشيخ يسكن في واحد منها. لقد شق علينا نعيه”.أبوبكر: شخص إيجابي ومحبوب لدى الكللم يمض على مقتل الشيخ سوى شهر واحد حتى قُتل عاملٌ إنسانيٌ آخر يتبع للمجلس النرويجي للاجئين، وهو الزميل أبو بكر الذي قتل أمام منزله في مدينة الجنينة. تقول عنه ماتيلد:“لقد تأثرنا جدا بمقتله. انضم إلينا أبو بكر في أكتوبر 2021 وكان شخصا إيجابيا للغاية. كان معروفا جدا في المجتمع، وكان على دراية تامة بمخيمات الجنينة. كان يهتم جدا بمساعدة المجتمع. قتل أمام منزله أثناء اندلاع العنف. في تلكم اللحظة، كنا قد أوقفنا بالفعل أنشطتنا في غرب دارفور.

    اضطررنا إلى إيقاف أنشطتنا في وقت مبكر جدا، مع نهاية أبريل، لأنه كان من الخطير جدا على الزملاء التواجد في مدينة الجنينة. حوصر الكثير من زملائنا في منازلهم. نفد الماء والطعام عند الكثيرين منهم. لم يكن بإمكانهم السير في الشوارع بسبب وجود القناصة. لذلك، طلبنا منهم البقاء في منازلهم لأطول فترة ممكنة”.

    رغم أن مقتل أبو بكر حدث في مطلع يونيو، تشير ماتيلد إلى عدم التمكن من تأكيد خبر وفاته إلا بعد أكثر من ثلاثة أسابيع بسبب تعطل شبكة الاتصالات في غرب دارفور، تماما مثلما كان الحال في كافة أنحاء دارفور. وتضيف:“كان من الصعب علينا الاتصال بأسرته ومحاولة التحقق من خبر وفاته.

    ولم نتمكن من تأكيد ذلك إلا في وقت لاحق جدا عندما تمكنت عائلته من عبور الحدود إلى تشاد. لقد شقّ علينا نعْيه. أفكر في جميع زملائنا، في الخرطوم ودارفور وأماكن أخرى ممن فقدوا أيضا أقاربهم”. “لم أكن أتوقع أن أعيش هذه التجربة بنفسي”

    سألنا السيدة ماتيلد فو عن كيفية تصرف العاملين الإنسانيين في الميدان لمساعدة المحتاجين في خضم الحرب الدائرة في السودان، فأجابت بالقول إن أوضاعهم “صعبة للغاية”، مشيرة إلى أن عمال الإغاثة- وكلهم سودانيون- هم أول من يتعرض للهجوم.

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى