لليوم الثالث عشر على التوالي، يعاني عشرات الآلاف من المواطنين في مدينة “الهلالية” من حصار خانق، يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من طعام وشراب.
يعيش هؤلاء المواطنين في ظروف مأساوية، حيث يبيتون في العراء ويلتحفون السماء، فيما تم حصرهم في ثلاثة مواقع فقط: مسيد الشيخ الطيب، مسيد الشيخ عبدالباسط، ومسيد الشيخ أبسقرة. تشمل هذه المجموعة رجالًا ونساءً وأطفالًا، بينهم مصابون، وذوي إعاقات، ومرضى، وكبار في السن.
لا تتوافر لهم أي رعاية صحية أو حتى الأدوية اللازمة، وقد بلغ عدد الوفيات 56 شخصًا حتى الآن، بينهم من قتل نتيجة طلق ناري، ومن توفي بسبب تدهور حالته الصحية، بالإضافة إلى حالات التسمم التي انتشرت بعد تناولهم أطعمة فاسدة تم توزيعها عليهم.
وقد أفاد مصدر محلي بأنه تم تخصيص مقابر جديدة بالقرب من مكان احتجازهم تحت مسمى “مقابر الشهداء”، حيث يُمنع دفن ضحاياهم في مقابر المدينة.
إن ما يتعرض له أهالي مدينة “الهلالية” هو إبادة جماعية تجري على مرأى ومسمع من الجميع، في ظل تجاهل مستمر من السلطات وفرض تعتيم إعلامي مقصود.
الوضع أصبح لا يحتمل الصمت أو الإغفال، فكل لحظة تمر تودي بحياة مواطن، سواء بسبب الجوع، أو العطش، أو المرض. وعليه، تجدد منظمة نداء الوسط مطالبها برفع الحصار عن المدينة فورًا والسماح بإسعاف المرضى والمصابين. كما تطالب المنظمات الإنسانية والدولية بإيلاء هذه الكارثة الإنسانية العظمى الأهمية القصوى، حيث أن الوضع قد يؤدي إلى إبادة نحو 100,000 مواطن، بينهم أطفال وكبار سن.




