الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة يدعو القوات المسلحة بإعلان الاستنفار وحمل السلاح في جميع ولايات السودان
ناشد الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، القوات المسلحة وبقية أجهزة الدولة العسكرية والأمنية أستنفار كل الذين يستطيعون حمل السلاح في جميع ولايات السودان ويبادروا بتسليحهم ، وإعلان الرّباط على جميع مداخل الولايات ومدنها دفاعا عن الأنفس من القتل ، وجدد الاتحاد في بيان اليوم، للناس أن ماتقرر وتحرر في الفتاوي السابقة من تجريم ميليشيا الدّعم السريع ووجوب اصطفاف الناس لمقاتلتها دفاعا عن النّفس والعرض والمال وأنّها في الشرع تعتبر طائفةً باغية.
نص البيان
بيان إسعاد حول
توسيع الدّعم السريع نطاق الحرب
٧/ جماد الثاني / ١٤٤٥هجري
الموافق له ٢٠/ديسمبر /٢٠٢٣م م
﷽
الحمدلله القائل :(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾.
: آل عمران (187).
أمّابعد : فقد أصدر
الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة بيانين اثنين حول نازلة الحرب الدائرة في السودان الأول بتاريخ 26 رمضان 1444 هجري 17 أبريل 2023 والثاني بتاريخ 1445/5/25 هجري الموافق له 2023/12/11 ويشتمل البيان الأول على موقف اتحاد العلماء من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدَّعم السريع والبيان الثاني اشتمل على التوصيف الشرعي لتلك الحرب ؛ ولا يختلف اثنان في أنّ ما تمارسه مليشيا الدعم السريع هو عدوان سافر وانتهاك لحقوق الإنسان وتجاوزٌ جريء للأعراف والقيم الإنسانية
ولازالت مليشيات الدَّعم السريع ماضيةً وبإصرار في غيّها وضلالها وسعيها بالفساد في الأرض ومتوسعةً في جرائمها إذ اقتحمت بعض مدن ولاية الجزيرة وعاصمة الولاية (مدني )
وكررت نفس ممارساتها الإجرامية ؛ مما اضطر أهل تلك المدن والنازحين إليها أن يخرجوا منها فراراً من جحيم وذُلّ الحرب والقسوة والهمجية والوحشية التي يمارسها جنود الدّعم السريع ؛
ونحن من خلال هذا البيان الثالث نؤكد على جملة من الامور
♦️أولا:
يجدد الاتحاد السوداني للعلماء والدّعاة بيانه للنّاس ويؤكد ماتقرر وتحرر في الفتاوي السابقة من تجريم ميليشيا الدّعم السريع ووجوب اصطفاف الناس لمقاتلتها دفاعا عن النّفس والعرض والمال وأنّها في الشرع تعتبر طائفةً باغية معتدية ترفع راية عِميِّة جاهلية عصبية ومحاربة لله ورسوله ومفسدة في الأرض ممتنعة عن شرائع الدين والملّة
♦️ثانيًا : الخيانة والخذلان الذي يقع من بعض منسوبي القوات المسلحة يجب أن يقابل من قيادة الجيش بحسم وحزم فهي جريمة تستوجب تطبيق القوانين العسكرية المتعلقة بالخيانة والعمالة فالتساهل والتغافل مفاسده عظيمة وعواقبه وخيمة
♦️ثالثًا :
يستنكر الإتحاد موقف بعض المحسوبين على الدّعوة وسكوتهم على أعمال هذه الفئة الباغية التي تنتهك الحرمات ومقاصد الشرع والمعلومة بالضرورة وعدم تجريمهم لها ولممارساتها الهمجية والتي أستنكرتها كل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية وعدم التبرؤ من هذه الأفعال في تسجيل أو بيان لايعجزهم فعله إن أرادوا ؛ مما يدرجهم في أحكام شرعية معلومة مالم يكونوا مكرهين
♦️رابعا:
على القوات المسلحة وبقية أجهزة الدولة العسكرية والأمنية أن تستنفر كل الذين يستطيعون حمل السلاح في جميع ولايات السودان وأن يبادروا بتسليحهم ، ويعلنوا الرّباط على جميع مداخل الولايات ومدنها دفاعا عن الأنفس من القتل ، وصيانةً للأعراض من الاغتصاب وحفظا للأموال من النهب ومؤسسات الدولة من التدمير. وليعلم الذين يقاتلون ضدّ قوات الدعم السريع أنّهم في جهاد شرعي ومن قتل فهو من الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يُرزقون
♦️خامسًا :
القتال إنّما يتوجب ضدّ حملة السلاح من الدعم السريع الذين عاثوا ويعوثون في الأرض فسادا ؛ فلابدَّ أن يفرق المجاهد بين القتال والقتل فالقتال مشروع في أصله لأنّه رد للعدوان أمّا القتل فهو حرام في أصله إلا بالحق أما نساؤهم وذرياتهم وحاضنتهم الاجتماعية التي ينتمون إليها فهم مسلمون أبرياء تحرم دماؤهم وسائر حقوقهم(ولا تزر وازرة وزر أخرى) إلا من أعلن المناصرة والتأييد العلني لجرائمهم ورضي بذلك ودافع عنهم فيأخذ حكمهم الشرعي.
♦️سادساً :
الحرب لا بد فيها من الصبر والأخذ بعزائم الأمور؛ فقتال أهل الباطل مهما طال أمده ،فلن يستطيعوا أبدًا أن يقضوا على الحق؛ قال تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، فالإسلام قائم ومُنتشِر وسيزداد انتشارًا بإذن الله تعالى؛ فقد جاء عن تميم الداري – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ليبلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله هذا الدين، بعِزِّ عزيز، أو بِذُلِّ ذليل، عزًّا يُعِز الله به الإسلام، وذلاًّ يذل الله به الكفر)
♦️سابعًا:
هذا الحدث المزلزلُ- وهذه الحرب الغادرة – في الحقيقة حملت لنا خيرا كثيرا :رغم تلك الأثار والتداعيات المريرة؟
يقول اللّه تعالى:
{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} الأحزاب
و يقول تعالى :
(مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا )(147) النساء
فالواجب على المؤمن يكون على يقين أنّ البلاء الذي ينزل بالمؤمنين أيّاً كانت صورته فهو مُفضٍ إلى خير من الله كبير ؟
🔹فالمحن والكربات تجمل بين طياتها المِنن والهِبات
يقول تعالى :
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
[ سورة البقرة: 216]فمن الخير الذي أفرزته
هذه الحرب مايلي:
✔️(١)ميّزت الصفوف
وأظهرت لنا حقائق لأحزاب وكيانات وكشفت لنا خبايا رجالات وأسر وعائلات ورموز وقيادات سياسية وعسكرية وإعلامية وفضحت لنا دول وحكومات ولفتت أنظارنا لعصابات مرتزقة ؛كل ذلك بات مفضوحا ومكشوفا
✔️(٢)كشفت معادن النّاس
يقول تعالى:
(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾.
آل عمران (179).
فهذه الحرب قسمت السودانيين إلى فُسطاطَيْنِ: فُسطاطِ إيمانٍ لا نِفاقَ فيه، وفُسْطاطِ نِفاقٍ لا إيمانَ فيه، فأمّا الصادقون المخلصون لأُمّتهم السودانيون الأحرار الأبرار
فارتكزوا وثبتوا وما بدّلوا تبديلا غرسوا في النفوس أسمى معاني العزة وأصدق معاني الشعور بقيمة الوطن وكانت التضحيات تتلوها التضحيات ، فمع كل طلقة رصاص ينبض عرق عزة وتقطر دمعة حُبّ
أمّا الذين في قلوبهم مرض فلجأوا إلى السفارات الصليبية واحتموا بها يتربصون ومنهم من لاذ بالفرار ومنهم من ينتظر وقد بلغت قلوبهم الحناجر !
وفي الختام
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيد للسودان وأهله الأمن والأمان والسلامة والإسلام
♦️الأمانة العامّة




