اخبار

شهادات مروعة لفارين من جرائم الدعم السريع في دارفور

    بعد رحلة قاسية ومميته وصل جمال، وهو محام سوداني، إلى الحدود التشادية، هاربا من مدينة الجنينة في دارفور، امتدت لأيام وشهدت تعرضه للأسر والتهديد بالذبح و رؤيته لـ”كثيرين، بينهم أطفال، يقتلون بالرصاص”.

    كانت مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور من أوائل المدن التي انتقل إليها القتال الذي اندلع في الخامس عشر من أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.

    فخلال أقل من أسبوعين من اشتعال المعارك في الخرطوم، بدأت التقارير تتوالى عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في معارك داخل الجنينة، التي سرعان ما عرفت حالة من الفلتان الأمني وانتشارا لعمليات القتل والنهب التي حملت في جانب منها ملامح شبيهة بالنزاع العرقي الذي عرفه إقليم دارفور مطلع الألفية.

    شهد جمال كل هذا دون أن يفكر في مغادرة مدينته، لكن مقتل والي الجنينة منتصف يونيو الفائت وحالة الفوضى والعنف التي أعقبت ذلك دفعته لاتخاذ قرار الرحيل، حاله حال الآلاف من سكان المدينة.يقول جمال:” رأيت بعيني قتل الأطفال بالرصاص على يد مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع.

    في طريقي للهرب بجانب مستشفى الجنينة رأيت ثلاثة عشر طفلا بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة من العمر يقتلون بالرصاص أمام عيني.”وذكر “كان هناك عربات لقوات التحالف السوداني وكنا نمشى خلفها أملا أن يتمكنوا من حمايتنا.

    لكننا تعرضنا لكمين قتل خلاله العشرات وأصيب آخرون وكنت أنا من بين من تم أسرهم”يقول جمال واصفا كيف اقتيد ومن معه إلى الأسر تاركين وراءهم ذويهم ممن سقطوا جثثا هامدة أو تركوا لينزفوا جراحهم حتى الموت.”كنا عدة مجموعات من الأسرى وكانت مجموعتي مكونة من ثمانية أسرى، كنت أنا أكبرهم سنا”.تعرض الجميع للكثير من الأهوال خلال تلك التجربة القاسية، بل أن البعد العرقي كان حاضرا في الأمر .

    كما يقول المحامي السوداني”سئلنا عن خلفيتنا العرقية والقبائل التي ننتمي إليها. كما تم سؤالنا إن كان بيننا محامون، فلم أخبرهم أنني محام”ويتحدث جمال عن معاناته الشخصية خلال تلك الفترة.

    قائلا :”أنا شخصيا لدي مشكلة في الكلى اذ أعيش بكلية واحدة وكنت أحتاج أن أشرب الماء لأني شعرت بتعب شديد.

    وعندما طلبت الماء أجبرت على شرب مياه غير نظيفة من بركة، وبعد ذلك ألقوني في البركة وقالوا لي ابحث عن أي شيء قد تجده في المياه.

    “ويتهم المحامي السوداني قوات الدعم السريع بالتهديد بقتله لمعرفة معلومات عن الأوضاع في مدينة الجنينة”كنت مقيدا وحاولوا ذبحي ووضعوا سكينا على رقبتي، ولكن أحدهم أسرع وأمسك يد زميله الذي حاول ذبحي، وقال له إنه أسير لا يجوز ذبحه. أخبره لا تذبحه ولكن اقتله بالرصاص.

    حاول هذا الرجل أن يطلق علي الرصاص ويقتلني . أثناء ذلك سألني هل نقتلك أم نطلقك؟ وأخيرا تركني ومن معي وابتعدنا مع المغرب عن هذا المكان”.

    ويسرد جمال كيف بدت الأمور في التحسن مع وصوله إلى تشاد، بعد رحلة “عذاب” استمرت 7 ساعات لم يكن المحامي السوداني ورفاقه قادرين خلالها على التمييز بين قوات الدعم السريع والقوات التشادية على الحدود.”لقد لقينا أفضل معاملة من قبل أهل تشاد. ولمدة ثلاثة أيام كانوا يقدموا لنا الطعام”.إلا أن حسن المعاملة لا يستطيع أن يحجب – بحسب جمال- حقيقة أن تشاد تعاني من تدهور الوضع الإنساني مع تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين.

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى