هجوم وحشي على العاملين في المجال الإنساني من قبل قوات الدعم السريع في الخرطوم
اكدت مصادر عن وقوع حادثةٍ مؤسفة، سلطت الضوء على التهديدات التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في السودان، حيث وقع فريق من منظمة أطباء بلا حدود ضحية اعتداء عنيف ارتكبه أفراد من قوات الدعم السريع أثناء طريقهم لتوصيل الإمدادات الطبية الأساسية إلى المستشفى التركي في جنوب الخرطوم.وتثير المواجهة العدوانية لقوات الدعم السريع مع فريق منظمة أطباء بلا حدود مخاوف عديدة بشأن سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني في مناطق الصراع، حيث لجأت قوات الدعم السريع إلى ممارسة العنف الجسدي، فوقع الأبرياء ضحيةً للضرب المبرح بلا وجه حق، في عرض صادم لتجاهل حقوق الإنسان، كما تم الاستيلاء على إحدى سيارات منظمة أطباء بلا حدود، وتعرض السائق للتهديد بقتله قبل إطلاق سراحه.لا يعرض هذا الحادث المروع للخطر العمليات الإنقاذية لمنظمة أطباء بلا حدود في المستشفى التركي فحسب، بل يشكل أيضًا تهديدًا كبيرًا لحياة مئات المرضى الذين يعتمدون على الرعاية الطبية بشكل عاجل. ويعد المستشفى التركي، باعتباره أحد المرافق الطبية العملياتية القليلة في جنوب الخرطوم وسط نزاع مستمر ومدمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المدججة بالسلاح، شريان حياة لعدد لا يحصى من المرضى، بما في ذلك العديد من الأطفال الأبرياء.وأعرب كريستوف غارنييه، مدير الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان، عن قلقه العميق إّاء ما تعرض له كادر المنظمة الطبي وهو يفني حياته في سبيل إنقاذ حيوات الآخرين. وشدد على الحاجة الملحة لاحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني، مشددًا على أنه “لإنقاذ حياة الناس، يجب عدم تعريض حياة موظفينا الموجودين هناك للقيام بهذا العمل، وإذا تكرر هذا الحادث، وتعطلت قدرتنا على إيصال الإمدادات، فإن وجودنا في المستشفى التركي سيصبح غير وارد”.إن استهداف العاملين في المجال الإنساني ليس هجوماً على منظمة أطباء بلا حدود فحسب، بل هو اعتداء على المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وقدسية المرافق الطبية وعمالها في أوقات النزاع. ويجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، أن يتخذ موقفاً حاسماً ضد هذه الفظائع وأن يحمي أولئك الذين يخدمون بنكران لذاتهم في مناطق الأزمات لتخفيف المعاناة.إن التزام منظمة أطباء بلا حدود بتوفير الرعاية الطبية للمحتاجين لا يتزعزع، لكن المخاطر الأمنية المتصاعدة مقلقة للغاية، ويجب الحفاظ على سلامة المرضى والعاملين في المجال الإنساني على حد سواء، واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه الحالة المزرية.منظمات حقوق الإنسان مدعوة لرفع أصواتها والدعوة لحماية العاملين في المجال الإنساني والمرافق الطبية في السودان. وتحث الجمعية جميع الأطراف المعنية على التقيد بالقوانين الدولية التي تضمن حقوق وسلامة أولئك الذين يقدمون المساعدة الأساسية في المناطق المنكوبة، وأن نسعى سوياً من أجل عالم يستطيع فيه العاملون في المجال الإنساني القيام بمهمتهم النبيلة دون خوف من العنف والاضطهاد.