قد أحدثت الحرب المستمرة منذ الخامس عشر من أبريل 2023 تحديات معقدة للنازحين واللاجئين. في المعسكرات، يعاني النازحون من تدهور الأوضاع الأمنية ونقص في الموارد الغذائية والرعاية الصحية، بالإضافة إلى تحديات حياتية. أما اللاجئون في المخيمات، فيعانون من نقص الموارد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، مثلما هو الحال في بعض مخيمات اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، حيث تم الشكوى من جفاف مصادر المياه التي كانوا يعتمدون عليها.
شح المياه
في معسكر مجي للأجئين السودانيين في تشاد، يواجه اللاجئون مشكلة في نقص المياه، نتيجة انضباط مصادر المياه التي كانوا يعتمدون عليها منذ هروبهم من السودان بسبب الصراع بين الجيش والدعم السريع.
وطلب اللاجئون منظمات دولية أن تسارع في توفير مضخات للمياه والخيام والأغطية خلال فصل الشتاء، نظرًا لانتهاكات السودان.
صرحت الصحفية حاجة ادم محمود التي تعيش في مخيم ماجي للاجئين في السودان بأن اللاجئين في المخيم يضطرون لقطع مسافات طويلة للعثور على الماء، خاصة في الأودية، ويركبون أعمالهم في ذلك الوقت. ومع ذلك، أشارت إلى أن بعض المنظمات قامت بإنشاء محطات لتأمين المياه من خلال توزيعها، ولكنها ليست كافية لتلبية الاحتياجات.
سوء التغذية وسط الأطفال
ذكرت الأمم المتحدة أن نسبة سوء التغذية لدى الأطفال في مخيم ماجي في ازدياد، وهدّد برنامج الغذاء العالمي بوقف المساعدات الغذائية للاجئين والمحتاجين في تشاد في يناير المقبل إذا لم يتم توفير التمويل المناسب.
أُجبر ما يزيد عن 900 ألف لاجئ على الفرار إلى شرق تشاد، حيث العديد منهم نتيجة سلسلة من الهجمات التي استهدفت الجنينة وغيرها من المناطق في غرب دارفور.
وأفادت التقارير ذات الصلة بأن أكثر من 11 ألف شخص قد فقدوا حياتهم في غرب دارفور منذ اندلاع الصراع.
وأكدت توفير السكن لجميع الأشخاص النازحين في المخيم وعددهم الكبير.
عدم توفر الغذاء
في معسكرات محلية مرشينج بولاية جنوب دارفور، يعاني الأشخاص النازحون من نقص الطعام وتأزم الوضع الصحي في هذه المعسكرات، بالإضافة إلى انتشار حالات سوء التغذية بين الأطفال.
وأفاد أحد النازحين من معسكر هشابة بأن الأوضاع في المعسكرات المذكورة، وهي هشابة، سلو، تيقي، توم كتر، وشاوا، أصبحت صعبة للغاية بعد انسحاب المنظمات الإنسانية نتيجة لتصاعد الحرب.
وأوضح أن النازحين الذين يغادرون المخيمات بحثًا عن عمل أو بعض المواد الغذائية من السوق يتعرضون للاعتداء من قبل الميليشيات التي تعتدي عليهم وتذلهم. وأشار إلى تردي الوضع الصحي في المخيمات وحتى في مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية التي خارج الخدمة، مما يجبرهم على الذهاب إلى مدينة الفاشر في شمال دارفور لتلقي العلاج.
أوضاع إنسانية قاسية
تعاني النازحون في مليط بولاية شمال دارفور من ظروف إنسانية صعبة، بسبب نقص الماء وعدم توفر المساعدات الغذائية.
قال رئيس مراكز الإيواء في حي العباسي بالمدينة، سليمان إبراهيم ادم الدومة، إن هناك انتهاكات في السودان وأن مليط يستضيف حاليًا “25,755” نازح في مراكز الإيواء، ويزداد عددهم وهم في حاجة ماسة للخدمات الأساسية.
وأشار إلى أنه هناك استقبال لنازحين من نيالا وكذلك من الفاشر وشمال السودان، وأوضح أن بعضهم يسعون للسفر إلى ليبيا.
وأشار إلى وجود ثلاثة مراكز إيواء في حي العباسي في مدرستي العباسي للذكور والإناث وروضة الموردة، وأوضح أنهم لم يتلقوا أي مساعدات غذائية وإنما يحصلون على وجبات غذائية من قبل سكان الحي. وأشار أيضاً إلى توافر خزانات مياه كبيرة في المركز ولكن لا توجد مياه. وناشد المنظمات التدخل العاجل ومساعدة النازحين.
وصول مساعدات الي الفاشر
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن وصول أول شحنة إغاثة عبر الحدود من تشاد إلى الفاشر، عاصمة شمال دارفور، يوم الأحد الماضي.
ذكر المتحدث باسم المكتب في تصريح صحفي أن هذه الشحنة تحتوي على إمدادات طبية وغذائية قدمتها منظمات إغاثة دولية غير حكومية. وتهدف هذه المساعدات إلى دعم أكثر من 185 ألف امرأة ورجل وطفل.