ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، يوم الأحد، أن السودان سجل أعلى عدد من الأطفال النازحين في العالم، حيث تم تهجير حوالي 3 ملايين طفل بشكل قسري نتيجة للاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة منذ ما يقارب 7 أشهر.
دعت المنظمة الأممية على منصة X (تويتر سابقاً) إلى “وقف القتال” في السودان، وحذرت من أن “زيادة التصعيد في الصراع ستقوم بإجبار أعداد متزايدة من الأطفال على الهروب من منازلهم، وستعرضهم لمخاطر العنف وسوء المعاملة واستغلالهم”.
#السودان يسجل أكبر رقم للأطفال النازحين في العالم حيث تم دفع حوالي 3 ملايين للفرار قسريًا.
— UNICEF Sudan (@UNICEFSudan) October 29, 2023
إن المزيد من التصعيد للحرب سيجبر أعداداً متزايدة من الأطفال على الفرار من منازلهم ويعرضهم لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال. pic.twitter.com/vWAjVzH6Qz
أوضحت “يونيسف” ومنظمة الصحة العالمية في الأسبوع الماضي أن هناك 700 ألف طفل في السودان تحت سن الخامسة يشكلون حالة تغذية حادة ومهددة لحياتهم وإنقاذهم يعتمد على توفير الرعاية اللازمة.
أشارتا إلى أن هناك 100 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج الحيوي لإنقاذ حياتهم بسبب مضاعفات طبية ناجمة عن سوء التغذية الشديد.
يواجه السودان أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم، وأشارت المنظمتين إلى أن النازحين يعانون من نقص في الغذاء ومياه الشرب النظيفة والبيئة الصحية والرعاية الصحية والخدمات الأساسية، وهذا يعرضهم لخطر الوفاة بسبب مضاعفات الولادة وانخفاض نسبة التطعيم وانتشار الأمراض، وتزداد مشكلة سوء التغذية بسرعة.
بعد مرور 6 أشهر على أزمة #السودان، تخشى اليونيسف أن يؤدي انقطاع الخدمات الأساسية إلى ضياع مستقبل 24 مليون طفل.
— UNICEF Sudan (@UNICEFSudan) October 15, 2023
تكلفة التراخي بالنسبة للسودان مرتفعة بشكل غير مقبول.
تدعو اليونيسف إلى إنهاء العنف، ومواصلة الدعم للاستجابة وحماية الحقوق #لكل_طفل pic.twitter.com/m2xy3MhUOC
توقعت المنظمتان أن حوالي 10 آلاف طفل دون سن الخامسة قد يموتون بنهاية هذا العام، بسبب النقص الحاد في الأمن الغذائي وتعثر الخدمات الأساسية منذ اندلاع النزاع في السودان، وهذا يعد أكثر من 20 مرة عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب القتال.
منذ 15 أبريل الماضي، نتج عن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما يزيد عن 9 آلاف قتيل، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، والذي أشار إلى نزوح حوالي 6 ملايين شخص في الداخل، أو نحو دول مجاورة.
وأدت الحرب في السودان إلى تدمير البنية التحتية المتهالكة بشكل أساسي وإغلاق 80٪ من المستشفيات في البلاد ودفع الملايين إلى حافة المجاعة. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة ، يحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسف في السودان، مانديب أوبراين، إن تقديم خدمات الرعاية الصحية والتغذية للنساء الحوامل والرضع والأطفال هو ضرورة حيوية في بلد يعاني من احتياجات إنسانية عاجلة لما يقرب من 14 مليون طفل، ولكن في بعض المناطق قد تم تدمير هذه الخدمات.
وأشارت نعمة سعيد عابد، الممثلة لمنظمة الصحة العالمية في السودان، إلى أن ملايين السودانيين لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية في الوقت الذي يحتاجونه بشدة.
تفشي الأمراض
في إعلان صادر عن وزارة الصحة السودانية يوم السبت، تم الإعلان عن وفاة 122 شخصا في السودان بسبب الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك خلال فترة تمتد من 15 يوليو إلى 27 أكتوبر.
تعرض ملايين الأطفال لأمراض مختلفة مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا، في حين يتعرض النظام الصحي لضغوط كبيرة نتيجة الهجمات والقتال، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية و”يونيسيف”.
تم بدء محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة، وذلك بهدف تسهيل إرسال المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف إطلاق النار واتخاذ إجراءات بناء الثقة وإيجاد إمكانية لوقف دائم للأعمال العدائية، وفقًا لبيان وزارة الخارجية السعودية يوم الأحد.