أدانت العديد من الجهات المحلية والدولية عمليات انتقاء الأطفال والقصر بواسطة قوات الدعم السريع في النزاع المستمر بالسودان منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.
وقد صرح أحمد عبد الله، منظمة شباب من أجل دارفور، لراديو دبنقا، بأن تجنيد الأطفال يُعَد جريمة حرب، وأشار إلى أن الهجوم الذي قامت به قوات الدعم السريع على سلاح المدرعات في الخرطوم، شهد مشاركة عدد كبير من الأطفال والقصر. تم توثيق ذلك في عدد من مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وناشد أحمد عبد الله المواطنين في المحافظة بأن يحافظوا على أطفالهم ويمنعوهم من المشاركة في الحرب الجارية. وشدد على وجود عدد كبير من حالات التجنيد القسري للأطفال التي تقوم بها قوات الدعم السريع.
ناشدت المنظمات الإنسانية والأممية والدولية التي تعمل في مجال حقوق الطفل، بمعارضة هذا التقدم الخطير الذي تقوم به قوات الدعم السريع بإشراك الأطفال والقصر في العمليات القتالية.
واتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بتجنيد الأطفال والقصر في الهجوم على مقر سلاح المدرعات في الخرطوم، واعتبرت أنه من واجب المجتمع الدولي تصنيف مليشيا الدعم السريع المتمردة جماعة إرهابية.
وعبرت هيئة محامي دارفور عن قلقها البالغ إزاء ظهور الأطفال في صفوف المستنفرين واستخدام الجيش للأطفال المرتدين لباس الدعم السريع في العمليات العسكرية في منطقة الشجرة.
وفي بيانها، أكدت الهيئة أن تجنيد الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة عشرة يُعتبر مخالفًا للقوانين الدولية الإنسانية وللمعاهدات والأعراف الدولية. وأشارت إلى أنه وفقًا للمادة الأساسية للمحكمة الجنائية الدولية، يُعتبر تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة إما إجبارًا أو تطوعًا جريمة حرب في النزاعات الدولية وغير الدولية على حدٍ سواء. وأوضحت أن جميع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية منظمة العمل الدولية واتفاقية حقوق الطفل تمنع مشاركة الأطفال في النزاعات العسكرية.
بينما يستمر القتال في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان والأبيض، هدد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان بنشر أسماء الأشخاص المتورطين في جرائم الحرب في السودان.
وفقًا لخان، أوضح في تصريحات صحفية أن هناك جرائم حرب مستمرة في جميع أنحاء السودان. يقوم باتهام الحكومة السودانية بعدم التعامل بجدية في التحقيق في جرائم دارفور، ويركز على أن الخرطوم لم تتعاون معهم أبدًا حتى قبل اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وصرح المدعي العام بأن دارفور الآن تعرضت لجرائم أكثر فظاعة مما عرفت في السابق، مشيراً إلى أن المحكمة الجنائية تتابع اتهامات بارتكاب جرائم حرب حدثت مؤخراً في السودان، وهناك العديد من الجثث المتناثرة في شوارع دارفور نتيجة الصراع الحالي.
وفي نفس الوقت، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بتجنيد أطفال دون سن الـ 15 عاماً في النزاع الدائر بين الجانبين في البلاد، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني. وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية في تغريدات نشرتها وسائل الإعلام العسكرية التابعة للجيش على تويتر، أن قوات الدعم السريع استدعت عددًا من المجرمين والهاربين من السجون واستخدمتهم كمقاتلين لتنفيذ عمليات إجرامية، وأكد أن الجيش مستمر في توجيه ضربات لقوات الدعم السريع في جميع المواقع التي تتواجد فيها في أنحاء البلاد، ووصف الحالة التكتيكية بـ “مستقرة”.