اجتمعت 46 أسرة من ذوي المكفوفين النازحين من الاقتتال في الخرطوم، في مخيم بمدينة ود مدني في ولاية الجزيرة وسط السودان.
وخصص القائمون على مخيمات النزوح في ولاية الجزيرة، التي يوجد بها أكثر من 400 مركز إيواء، مدرسة الإعاقات الذهنية التابعة للتربية الخاصة لإيواء المكفوفين.
وقال أبو بكر فتح الرحمن، أحد المسؤولين عن المخيم لكاميرا الجزيرة مباشر، إنهم حصلوا على المركز بعد جهد كبير، وإن خروجهم من الخرطوم مجتمعين جاء بمبادرة من حركة ممرات آمنة.
ويعاني النازحون من المكفوفين نقصًا في المواد الغذائية وحاجيات الإيواء مثل الأفرشة، كما تصعب الحركة داخل المركز بسبب هطل الأمطار وكون أرضية فنائه الواسع من التراب.
بين التأقلم والدعم
وقال المكفوفون للجزيرة مباشر، إن المركز لا تتوفر فيه مياه الشرب وهو ما يجعلهم يعانون أكثر، كما تغيب عنه الرعاية الصحية مع صعوبة تنقلهم إلى المستشفيات وإصابة عدد منهم بأمراض أخرى مزمنة.
وناشد أبو بكر المنظمات الدولية والمتبرعين، لتوفير المساعدات للمكفوفين الذين يعيشون ظروفًا خاصة صعبة زادها النزوح صعوبة، وأشار إلى أن إدارة المركز لا تقدر على توفير الغذاء للأسر النازحة في المخيم.
وطالب نازح بتوفير مركز آخر لتوافد أسر أخرى من ذوي الإعاقة البصرية إلى ولاية الجزيرة، كما طالب بتوفير صيانة للصرف الصحي داخل المخيم.
وقالت إحدى النازحات للجزيرة مباشر، إنهم تمكّنوا من التأقلم مع الوضع والمكان بمشاركة بعض الأفراد والجمعيات، مضيفة أن الاجتهاد لا يتوقف من إدارة المركز لتوفير حاجيات المكفوفين، وأهمها الرعاية الصحية.
“بيننا الفنان والعازف”
وشدد المكفوفون الذين تحدثوا لكاميرا القناة، على ضرورة تسوية أرضية المركز لأن عدم استوائها يعرضهم لمخاطر كثيرة، كما أشاروا إلى قلة الوجبات الغذائية والأسِرّة والأغطية.
وفي فناء المركز جلست نازحة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ووضعت أمامها كؤوسًا كثيرة وموقد فحم، تأهّبًا لإعداد الشاي والقهوة. وقالت للجزيرة مباشر، إن سكان المخيم يجتمعون في جلسات لتبادل أطراف الحديث والترفيه عن أنفسهم ثم الصلاة جماعة، وأضافت “بيننا الفنان والعازف”.
ودخل الاقتتال في السودان شهره الخامس، في حين حذرت الأمم المتحدة في بيان أمس الجمعة، من أن الحرب والجوع يهددان بـ”تدمير” السودان كله في ظل المعارك العنيفة الجارية منذ 15 إبريل في هذا البلد بين الجيش وقوات الدعم السريع.