مصير أطفال السودان بين الموت جوعا والفرار من ويلات الحرب
14 مليون طفل سوداني يحتاجون للمساعدة العاجلة منهم 9 ملايين ما زالت تحاصرهم الاشتباكات، بينما يقف ستة ملايين سوداني على بعد خطوة واحدة من المجاعة وفق تحذير المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين في وقت رفعت الحرب مستوى معدلات الفقر في البلاد إلى أكثر من 80 في المئة، بحسب وزارة التنمية الاجتماعية في ولاية الخرطوم.
الموت جوعا وسوء التغذية
حذر متخصصون من الارتفاع الملحوظ لحالات الجوع المستمر وأمراض سوء التغذية وسط الأطفال والوفيات الناجمة عنها في مناطق عدة وولايات شرق السودان، بما فيها داخل معسكرات إيواء النازحين الفارين من الحرب في الخرطوم،
وكشفت منظمات معنية بالأطفال أن أكثر من 500 طفل سوداني ماتوا جوعا منذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.
وقال عارف نور مدير منظمة “أنقذوا الأطفال” في السودان إن ثلث السكان في السودان يعانون من الجوع قبل بدء الحرب. وأضاف: “لم نتخيل قط رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يموتون جوعا لكن هذا هو الواقع الجديد في السودان”.
وبحسب مصادر صحية في ولاية القضارف، بلغت حالات الإصابة بسوء التغذية في مستشفى الأطفال القضارف حوالى 365 حالة خلال الفترة الممتدة من مطلع أبريل حتى نهاية يوليو الماضي، فيما بلغت حالات الوفاة نحو 132 حالة، منها 33 حالة خلال شهر أبريل الماضي و41 حالة خلال مايو و24 حالة في يونيو مقابل 34 حالة في يوليو الماضي، وبلغت نسبة الوفيات وسط الأطفال بسبب أمراض سوء التغذية 20 في المئة من إجمالي الحالات التي يستقبلها مستشفى الأطفال بالقضارف.
فرار الأطفال
أشارت المنظمة المعنية بالأطفال أن نحو مليوني طفل أجبروا على ترك مساكنهم منذ بدء القتال، وبعبارة أخرى فإن 700 طفل ينزحون كل ساعة.
وأضافت أن ملايين الأطفال يعيشون في أوضاع خطرة في ظل انتهاكات لحقوقهم، مبينة أن أكثر من ثلاثة عشر مليون طفل في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
وقالت مانديب أوبراين، ممثلة اليونيسيف في السودان: “مع نزوح أكثر من مليوني طفل من ديارهم خلال أشهر قليلة فقط بسبب النزاع، ووقوع عدد لا يحصى في قبضته القاسية، لا يمكن التأكيد بقدر كاف على الحاجة الملحة لاستجابتنا الجماعية”.
منذ 15 أبريل الماضي، في العاصمة السودانية ومدن أخرى في ولايات كردفان ودارفور والنيل الأزرق، وضعاً إنسانياً كارثياً، فيما يعيش من بقي حتى الآن من سكان الخرطوم، أوضاعاً إنسانية متفاقمة في ظل عدم توفر خدمات الكهرباء والمياه ونفاد المؤن الغذائية والأدوية، يهددهم الجوع فهم محاصرون تحت رحمة القصف العشوائي الجوي والمدفعي الثقيل المتبادل.