تجدد الأربعاء، القصف المدفعي على كادقلي من الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو ما أقع قتلى وجرحى في صفوف المواطنين.
منذ يونيو الماضي، استأنفت الحركة الشعبية عملياتها العسكرية ضد القوات العسكرية السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد وتجديده بين الحين والآخر. حيث استولت الحركة الشعبية على عدد من مواقع الجيش بالقرب من كادقلي، بالإضافة إلى الحواجز العسكرية في مناطق رشاد ودلامي.
وصرح عثمان جبدان، الناشط من كادقلي، لـ “سودان تربيون” بأن قوات الحركة الشعبية قد قصفت مدينة كادقلي في ساعات الصباح الأولى بواسطة قذائف الكاتيوشا، حيث استهدفت الأحياء الشرقية والجنوبية والغربية وأسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، ولم يتم تحديد عددهم حتى الآن.
وأشار إلى أن استمرار القصف من مناطق تحت سيطرة الحركة الشعبية في شرق المدينة يؤدي إلى هروب آلاف المواطنين من أحياء حجر المك والردود والقادسية وبعض الأحياء الجنوبية، حيث يعيشون الآن في مدارس الملكية والرديف وبعض المنازل الجديدة، وأشار أيضًا إلى إغلاق جميع الأسواق والمؤسسات الحكومية، مما يؤدي إلى معاناة كبيرة في الحصول على الطعام.
أعلن والي جنوب كردفان، محمد إبراهيم، خلال زيارته للاجئين من شرقي كادقلي، أن هجوم الحركة الشعبية وقصفها لمدينة كادقلي يوم الإثنين الماضي، أسفر عن ستة قتلى وسبعة عشر جريحًا، ومعظمهم من النساء والأطفال.
في إشارة إلى أن الجيش وقوات الأمن المتمركزة في المدينة والنقاط الخارجية تمكنت من دحر الهجوم وهم يواصلون جهودهم لضمان المزيد من الأمان حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى منازلهم.
ناشد الوالي بأن يُتحكم صوت العقل في الحركة الشعبية وأن يأخذ في الاعتبار الآثار الضارة للحرب على أهل الولاية، وأن يلجأ إلى الوسائل السلمية والآليات لحل قضايا المنطقة من خلال طاولة المفاوضات، حتى يتمتع المواطن بالسلام بعد عقود من المعاناة من الحروب والصراعات المسلحة.
أكدت حكومة الولاية ولجنة الأمن على أنهم لن يطولوا إقامة المواطنين في مراكز الإيواء المؤقتة، وقد عاهدوا على تأمين المدينة والعمل على تفيي احتياجات السكان خلال هذه الأيام الصعبة.
على عكس هجمات الشعبية، تواجه مدينة كادقلي حالة حصار تام بواسطة قوات الدعم السريع، التي تسيطر على منطقة القوز الحدودية مع ولاية شمال كردفان. ومنذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، لم تصل المواد الغذائية والأدوية إلى المدينة، مما يشير إلى وجود نقص غذائي وعلاجي خطير في الولاية.