منذ بداية هجمات الدعم السريع في السودان في أبريل الماضي وهي ترتكب انتهاكات عديدة بحق المدنيين من السودانيين من بينها الإخفاء القسري، وفي اليوم العالمي للإخفاء القسري الذي حلت ذكراه بالأمس ما زالت قوات الدعم السريع تعتقل المواطنين وتقوم بإخفائهم قسريا في مراكز احتجاز غير إنسانية.
وأعلنت المجموعة السودانية للاختفاء القسري إن حالات الاختفاء القسري جراء حرب 15 أبريل بلغت 500 مختفي بينهم 36 امرأة.
المختفيات من النساء
أكدت المجموعة السودانية للاختفاء القسري في تقرير أصدرته من أن عدد النساء المختفيات قسرياً في ولاية الخرطوم بلغ 34 امرأة، بينما هناك حالة اختفاء واحدة في مدينة الفاشر بشمال دارفور، ومثلها في مدينة الجنينة بغرب دارفور.
من جهة أخرى قالت مبادرة القرن الأفريقي لمساعدة النساء المعروفة باسم “صيحة”، أن “العدد التقريبي للنساء اللاتي ما زلن مفقودات هو 31 وقابل للزيادة”.
وذكرت مدير وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، سليمى إسحق، إلى أن “تقارير وردت للوحدة في شأن ازدياد حالات الاختفاء القسري للنساء والفتيات في مدينة نيالا بإقليم جنوب دارفور، فيما تذكر إفادات الناجيات وشهود العيان وجود محتجزات لدى قوات (الدعم السريع) في أماكن مختلفة”.
وأضافت “تتواتر الإفادات في شأن احتجاز نساء وفتيات في مخازن وفنادق بالعاصمة الخرطوم ومدينة نيالا بغرض استغلالهن جنسياً بواسطة (الدعم السريع)، فيما يشبه اختطاف النساء الإيزيديات في العراق من قبل عناصر تنظيم (داعش)”.
مجلس الأمن يتدخل
في غضون ذلك، طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، مجلس الأمن الدولي، بفتح تحقيق في أحداث العنف التي وقعت في إقليم دارفور بعد دعوات من منظمات حقوقية للتحقيق في تقارير عن حالات نهب وعنف جنسي واحتدام الصراعات العرقية.
وتقول الناشطة في مجال حقوق المرأة أسماء يونس، إن “الاختفاء القسري عملية ممنهجة وتمارس بشكل واضح، وهو ما اتضح من خلال التقارير التي وردت خلال فترة الحرب، ولا نستطيع أن نقول إن معدلاتها تقل، بل ممارستها وعنفها وقساوته قد تنعكس بصورة سلبية على الفتيات في المستقبل”.
تعرب الناشطة في مجال حقوق المرأة عن قلقها إزاء تزايد حالات الاختفاء القسري، معتبرة أن “إفادات الناجيات في شأن وجود فتيات محتجزات في مناطق مختلفة بالخرطوم ومدينة نيالا يشير لتصاعد الانتهاكات ضد النساء وإقحامهن في الصراع ليصبحن ضحايا للعنف الجنسي المتصل بالنزاع المسلح”.
الخارجية الأمريكية تدين
أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، تقارير وقوع انتهاكات وحالات عنف ضد النساء في السودان الغارق في الحرب منذ أشهر.
وقالت الوزارة في بيان لها: ” ندين العنف المرتبط بالصراع في السودان والذي نسبته مصادر موثوقة للدعم السريع”، مضيفة: “نشعر بقلق إزاء تقارير عن حالات عنف ضد النساء في غرب دارفور ومناطق أخرى”.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن النيابة العامة في السودان دونت دعاوى جنائية تتعلق بانتهاكات الاختفاء القسري والاعتداء طالت النساء والفتيات.
بلاغات رسمية
قال عضو المجموعة السودانية للإختفاء القسري ، المحامي عثمان البصري أنهم قيدوا بلاغات بنيابة ولاية الجزيرة، وفقا لنص المادة 32 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991، في حالات المختفيين قسرياً من ولاية الخرطوم، عبر تقديم طلب للنيابة العامة وتدوينهم 446 بلاغاً بمدينة ود مدني، علاوة على بلاغات في ولايات أخرى.
ومنذ اندلاع حرب 15 أبريل، تعرض مئات السودانين للاختفاء في ظروف غامضة، ما بين معتقلين ومختطفين من قبل قوات الدعم السريع.
تجدر الإشارة، أنه قبل عامين وافق السودان رسمياً، في فبراير 2021، على الانضمام لـ”الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الإختفاء القسري” واتفاقية “مناهضة التعذيب”.