في وقت متأخر من اليوم الثلاثاء، قامت طائرات الجيش السوداني بشن ضربات على مناطق وتجمعات قوات الدعم السريع في جنوب شرق مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
تفرض قوات الدعم السريع، منذ بداية الحرب، حصارًا شاملاً على مدينة الأبيض، كما تسيطر بشكل كامل على مناطق الرهد وأم روابة. قادت هذه القوات معارك عنيفة مع الجيش في محيط الأبيض، عاصمة الولاية، في محاولة للسيطرة على الولاية التي تُعتبر رابطًا استراتيجيًا بين إقليمي دارفور وولاية النيل الأبيض في وسط السودان. ومع ذلك، فقد باءت جهودها بالفشل بسبب استماتة الجيش في الدفاع عن المدينة.
وأفادت مصادر عسكرية في تصريح لـ “سودان تربيون” بأن الطيران الحربي شن غارات جوية مكثفة في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء، استهدف جبال الغر التي تقع على بعد حوالي 17 كيلومتر جنوب شرق مدينة الأبيض. ويعتبر هذا الموقع مقراً رئيسيًا لقوات الدعم السريع. وأفاد بعض المواطنين بسماع دوي انفجارات قوية في المنطقة المستهدفة.
في مدينة الأبيض، يشهد الآن تحرك سكان الأحياء الغربية نحو الأحياء الشرقية المجاورة لقوات الدعم السريع، بعد تعرضهم لهجمات متكررة، وذلك بالقرب من قيادة الفرقة الخامسة مشاه التابعة للجيش.
في الثاني من أكتوبر الجاري، تمت غزوة من قبل قوات الدعم السريع لبلدة “ودعشانا” التابعة لولاية شمال كردفان، حيث تسببت في قتل عدد من المدنيين ونهب منازلهم قبل أن تعلن عن سيطرتها على حامية عسكرية تابعة للجيش.
أدت هجمات القوات المسلحة على البلدة الحدودية بين ولاية النيل الأبيض والدعم السريع إلى هروب عدد كبير من الأهالي.
استمرار المواجهات بالخرطوم
واستمرت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث قامت المدفعية العسكرية بقصف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في ضاحية جبرة المتاخمة لسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوبي الخرطوم، ونتيجة لذلك تصاعدت أعمدة الدخان في محيط المكان.
في نفس السياق، أقدمت القوة الجوية على استهداف أهداف عسكرية تتبع سلاح المدرعات والمنطقة المجاهدين في الجنوب الشرقي من الخرطوم.
واصلت مدفعية الجيش قصفها لمواقع أخرى تابعة للدعم السريع في منطقة المقرن وبالقرب من السوق العربي في وسط الخرطوم. تحولت هذه المناطق لتصبح مسرحًا لاقتتال مستمر بين الجانبين، نظرًا لأنها قريبة من العديد من المقار الحكومية وترتبط بعدد من المداخل والجسور الاستراتيجية بين الخرطوم وأم درمان.
ذكر شهود عيان أن قوات الدعم السريع استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش في مناطق تمركزها شرق النيل، متجهة نحو قيادة سلاح الإشارة في مدينة الخرطوم البحري.
وفيما يتعلق بأم درمان، أفادت مصادر محلية أن القوات المسلحة أطلقت عدة قذائف مدفعية من قاعدة وادي سيدنا بكري في شمال أم درمان، مستهدفة مواقع للدعم السريع المنتشرة في مناطق مختلفة جنوب المدينة.
توشك الحرب في السودان على الانتهاء من الشهر السادس لها، وتتسع نطاق المواجهات العسكرية بين الأطراف. وقد تفاقمت الأوضاع الإنسانية في الخرطوم، ودارفور، وكردفان، بفعل النزاع المستمر.
أفاد بيان صادر عن لجان مقاومة امتداد ناصر شرقي الخرطوم بأن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم، بينهم امرأة، نتيجة سقوط قذائف عشوائية على المنطقة اليوم.
يقع حي امتداد ناصر بالقرب من محيط القيادة العامة للجيش، حيث يشهد قصفا متبادلا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
زاد عدد المدنيين الذين سقطوا ضحية الهجمات الجوية والمدفعية المتبادلة بين الأطراف المتحاربة في ثلاث مدن في ولاية الخرطوم خلال الأسبوع الماضي، وهي الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.