سودانية : تطوعت للقتال حماية لنفسي من الاغتصاب
مع تزايد حالات الاغتصاب التي يتعرض لها نساء وفتيات سودانيات في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفورغربي البلاد من قبل قوات الدعم السريع يتزايد الخوف من انتقال هذه الجرائم إلى ولايات أخرى.
هذا القلق دفع النساء للتطوع في معسكرات تدريب لرفع اللياقة البدانية وتعلم استخدام السلاح.
وقد شهدت بعض الولايات في السودان انطلاق مبادرات أطلق عليها “اسم نساء السودان لمساندة القوات المسلحة”. وتهدف هذه المبادرات إلى تفعيل دور المرأة لدعم الجيش، وفتح معسكرات لتدريب المرأة للدفاع عن نفسها، والاهتمام باسر ضحايا الحرب، ودعم مراكز إيواء المتضررين منها.
جاءت فكرة تأسيس معسكرات خاصة لتدريب السيدات بناءً على دعوة من القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان للاستنفار والتصدي لقوات الدعم السريع والتي تتهم بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان” بهذه العبارة استهلت أماني عبد الرازق رئيسة لجنة المرأة لدعم القوات المسلحة في ولاية النيل الأزرق حديثها عندما سألتها عن سبب تأسيس هذه المعسكرات.
وكان الجيش السوداني قد دعا في أوائل يوليو الماضي، الشباب والقادرين على حمل السلاح إلى تسجيل أنفسهم في أقرب قيادة عسكرية للقتال ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأكدت عبد الرازق أن هدفهن الأول هو حماية أنفسهن وليس الدفاع عن القوات المسلحة لمنع تكرار الحوادث الجنسية وحالات الخطف التي شهدتها مناطق أخرى مثل الخرطوم. وأوضحت أن المشاركات يقمن بتمويل المعسكرات من خلال اشتراكات الأعضاء، حيث يدفع كل فرد ما يمكنه تقديمه.
وأشارت إلى أن النساء يتلقين تدريبا رياضيا لرفع مستوى لياقتهن البدنية والعمل على تطوير مهاراتهن البدنية وأن هناك عددا كبيرا من هذه المعسكرات يتدرب فيها المئات من السيدات والفتيات، تتراوح أعمارهن ما بين 17 عاما ل 50 عاما.
ووفقا لعبد الرازق، هناك خمسة معسكرات وصلت التدريبات فيها لمستوى متميز، وكل معسكر يضم أكثر من 200 متدربة
من اللافت للنظر، أن معظم المشاركات في هذا المعسكر هن نازحات من الحروب والتوترات السابقة في البلاد، وقد تعرضن لمعاناة كبيرة تتضمن الاغتصاب والاختطاف والتشريد. وهذا ما دفعهن إلى الانضمام إلى المعسكر لتعلم كيفية الدفاع عن أنفسهن وحقوقهن.
مطالبات شديدة للتدريب على السلاح
عندما سألتها عما إذا كانت هناك خطط لتدريب السيدات على استخدام السلاح ثم انضمامهن لصفوف الجيش بعد تدريبهن، قالت أماني عبد الرازق إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن تدريب النساء في معسكرات ولاية النيل الأزرق على استخدام الأسلحة، مؤكدة أن هناك مطالبات شديدة من المتدربات لتعلم استخدام السلاح. وتم مناقشة الفكرة مع قيادات الجيش وإذا لاقت ترحابا واتفاقا بين قادة هذه المعسكرات في مختلف المناطق فسيقوم الجيش بإمدادهن بالأسلحة والتدريبات اللازمة.
وتقول منال سعد أحمد وهي واحدة من المتطوعات “تطوعت للتدريب حماية لنفسي وأسرتي من جرائم الاغتصاب والاختطاف”. واضافت أنهن يتلقين تدريبات بدنية حاليا وينتظر أن يتم تدريبهن على السلاح للدفاع عن أنفسهن
مخاوف من الاستهداف
وتقول ( أفكار)- ليس اسمها الحقيقي- وهي مسؤولة في إحدى معسكرات التدريب في الولاية الشمالية إنه “حتى الولايات التي تشهد هدوءا نسبيا وبعيدة عن ساحات المعارك مثل الولاية الشمالية، تضم عددا من هذه المعسكرات”.
وأضافت أنهن بالفعل انتهين من تدريب عدد من السيدات على استخدام الأسلحة الخفيفة مثل البنادق والكلاشينكوف والمسدسات في معسكرات خاصة منفصلة عن معسكرات الرجال ولكن ليس للمشاركة على جبهات القتال بل للدفاع عن أنفسهن. وأضافت أنهن بالفعل يحملن أسلحتهن حاليا بعد إكمالهن لتدريب مكثف استمر لمدة أسبوعين بسبب ظروف الحرب.
ويتضح من خلال حديث أفكار أن هناك مخاوف من تعرض هؤلاء السيدات للاستهداف بسبب مشاركتهن في هذه المبادرة. ومع ذلك، فإنهن يشعرن بالقوة والحماس لحماية أنفسهن ومنع حدوث الانتهاكات الجنسية.
ولكن تلك المبادرات لم تلق الترحيب من كل الأطراف، فهناك مخاوف من أن يؤدي انتشار السلاح بين المدنين سواء من الرجال أو النساء إلى التجييش الشعبي وانتشار فوضى السلاح في ولايات لا توجد فيها قوات الدعم السريع من الاساس حاليا.
ولكن افكار ترد ” نخشى امتداد الحرب”، مضيفة أن “احتمال انتقال الحرب قائم خاصة في الولاية الشمالية وولاية الجزيرة ولذلك وجب علينا الجاهزية وبمجرد انتهاء الحرب سيتم سحب السلاح وتعود النساء إلى صفوف المدنيين.
وتتساءل أفكار “ما الضرر من أن نحمي أنفسنا”.