إستمرت المليشيا في تجاوزاتها وإنتهاكاتها المتكررة التي تجاوزت بها كل الاعراف الدولية والقوانين الإنسانية وأخلاق البلد ولم تسلم منها حتى المؤسسات الصحية والخدمية ومؤسسات الدولة التي ليست لها إي مزايا عسكرية، وتم نهب المؤسسات الدبلوماسية من سفارات وملحقيات ومراكز ثقافية اجنبية بالسودان وكان آخرها ماتناقلته الوسائط حول إعتداء مليشيا الدعم السريع على مؤسسة المعارف التركية التعليمية والتي هي مدرسة تدرس المنهج السوداني وذات سمعة طيبة في الوسط التعليمي وهي مؤسسة غير ربحية تخدم مسيرة التعليم .
وتناقلت الاخبار باقتحام مليشيا الدعم السريع يوم الخميس 19 اكتوبر الجاري، لمدارس وقف المعارف التركية في العاصمة الخرطوم منطقة بحري كافوري، بعد تحطيم أبوابها الخارجية والداخلية وتم نهب عددا من الممتلكات وقال أحد شهود العيان بالمنطقة ان المليشيا حضرت للمدارس برفقة عددا كبيرا من الضباط والافراد على متن السيارات القتالية و داهمت المدرسة وفتشتها وسرقت محتوياتها، كما استولت المليشيا على تسجيلات كاميرات المراقبة، ودمرت الفصول والمعامل واجهزة الحاسوب والمكتبة التي تضم آلاف الكتب المطبوعة والرقمية باللغات العربية والتركية والإنجليزية.
واستطلعت الوسائط الاعلامية أحد المعلمين بالمدرسة والذي تاسف لما حدث واصفاً ما حدث بأنه جريمة في حق الوطن والطلاب واسرهم ذاكرا أن المدارس افتتحت في العام 2017، وبها 1800 طالب، وتعتمد منهج وزارة التربية والتعليم السودانية وتعتبر من أفضل المدارس جودة بولاية الخرطوم من حيث العملية التعليمية وتوفير البيئة الدراسية والبنية التحتية والاهتمام بالدارسين وتحقيق نسب النجاح العالية.
وقال المحلل محمد عبدالحبار في إستطلاع إذاعي بأن تنامي الانتهاكات من التمرد هي دلالة على فقدان الوزن العسكري بالميدان حيث تعمدت المليشيا على طول فترة الحرب التي ابتدرتها على تخريب وإستهداف المؤسسات الدبلوماسية مثل السفارات بل وسبق وان تم الاعتداء على السفير التركي في مايو وتم احتجازه ومرافقوه وفق إستهداف يرى بعض المحللين بانه مرسوم ومخطط .
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة حينها أن مليشيا الدعم السريع أطلقت النار اليوم على سيارة السفير التركي واحتجزته، وفي نفس الوقت تطلق آلتها الإعلامية الكاذبة أن القوات المسلحة هي من قامت بذلك ، ترى المليشيا بان الموقف التركي يتماهى مع الجيش السوداني ويسند قائده العام الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الذي زار العاصمة التركية برفقتة عددا من العسكريين و تعتبر ناجحة.
ورشحت احاديث من محللين اجانب بأن ثمرة الزيارة هي الصفقة التي تم بموجبها الموافقة على إمداد الجيش السوداني بالمسيرات التركية المشهورة اقليميا وعالميا بقدرتها على حسم المعارك ولها صيت طيب ، وتعددت الروايات حول إكتمال الصفقة، ووقتها ظهرت بالميدان لدى القوات المسلحة طائرات أظهرت قدرات قتالية عالية وعملت على تسيد الساحة العسكرية وميدان العمليات الحربية ، وعقب ذلك تناولت الوسائط عدد من منسوبي المليشيا وابواقها الاعلامية بتضررهم من المسيرات وهددت بان كل من يدعم الجيش هو عدوا لهم وانهم يعتبرونه هدفا عسكريا .
عليه يظل إعتداء الدعم السريع على المدارس التركية واحده من سلسلة اعتداءات لم تسلم منها من المقار الدبلوماسية سوى السفارة الإماراتية التي قيل بأنها اضحت مقرا للمليشيا ولكن اكثر من ٩٠% من السفارات تعرضت للنهب والسلب وسابقا ادانت وزارة الخارجية السودانية في هذا الصدد تهجم القوات المتمردة على مقر جميع السفارات الدبلوماسية في وقت كانت هنالك جهات تراقب الموقف ولكن بعد خروج الجميع من العاصمة اصبحت السفارات بلا رصد ورقابة.
وكان آبرز ادانة من جهات رسمية حول الاعتداءعلى السفارة الهندية في الخرطوم واقتحام مكتب السفير ونهب مقتنيات ثمينة ومصوغات ذهبية وسيارة رسمية وحواسيب ومبالغ معتبرة من العملات الحرة، وتكررت اعتداءات القوات المتمردة على مقار المنظمات الدولية و اقامة الدبلوماسيين، حيث تلقت وزارة الخارجية بلاغات بالتعدي على السفارة الكورية والملحقية الثقافية السعودية وكذلك مقار إقامة الدبلوماسيين السويسرين والقسم القنصلي في السفارة التركية وحتى السفارة الامريكية تم اقتحامها ولو جزئيا في الشهر الاول للتمرد وتناقلت الاخبار بان التمرد إستولى على اسلحة الحراسة بالسفارة وعبث بالمستندات..
وأفاد شهود عيان موجودون داخل العاصمة بانه لايوجد مقر سفارة بالخرطوم لم تمتد يد الدعم السريع له وكذلك جميع مقرات المنظمات الاممية والهيئات وهذي تعد سابقة لم تحدث من قبل في أيا من الحروب التي شهدتها المنطقة بحيث تظل هنالك قيمة او وازع اخلاقي ولو ضئيلا يعصم المجرم اوالمخرب من الإضرار بالممتلكات الخاصة والعامة وإظهار النخوة والشرف وهي قيم منعدمة تماما داخل المليشيا.