إنتهاكاتالتقاريرالسودان

حرب أخرى.. الجوع والمرض يفتكان بأطفال السودان

    لا يتوقف تأثير الحرب على الخسائر البشرية فقط من قتلى وجرحى، ووفقًا لتقارير منظمات دولية موثوقة، يمتد تأثير الحرب القاسية إلى ما بعد فترة القتال لعدة أيام أو حتى أشهر، ويؤثر على جميع جوانب الحياة.

    في الوقت الحالي في السودان، يتجاوز عدد الأطفال النازحين بسبب الحرب المليون طفل. وقد تم قتل أكثر من 330 طفلاً وإصابة على الأقل 1900 آخرين بجروح. بسبب الصعوبات التي تواجهنا في الوصول إلى الخدمات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، يوجد أكثر من 13 مليون طفل بحاجة إلحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.

    المستقبل في خطر

    تقول الدكتورة عفاف أحمد الأمين، الأمين العام السابق للهلال الأحمر السوداني: “إن مستقبل السودان مهدد، ولا يمكننا قبول استمرار فقدان ومعاناة أطفاله. حيث يعيش الأطفال في كابوس لا ينتهي، ويحملون أثقالاً كبيرة من الأزمة العنيفة التي ليس لهم يد في صنعها. يجدون أنفسهم بين نيران الصراعات، ويتعرضون للجراح والإساءة والنزوح والأمراض وسوء التغذية”.

    وأكدت أن من المهم أن يقدم المنظمات الدولية، بما في ذلك “اليونيسف”، الدعم للأطفال السودانيين بالتعاون مع شركائها، وضمان وصولهم بأمان وبدون قيود إلى جميع المناطق التي يحتاج فيها الأطفال إلى مساعدة عاجلة.

    وجه الأمين نداءًا لجميع الأطراف المتصارعة بأنه يجب أن يأخذوا في الاعتبار سلامة ورفاه الأطفال فوق كل شيء، وأنه يجب على الجميع ضمان حمايتهم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة دون أي عقبات.

    استمرار وصول المساعدات

    يقول الصحفي السوداني، عيسى دفع الله، أنه مع وجود وقف إطلاق النار أو عدمه، ستستمر الأمم المتحدة وشركاؤها في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وفي نفس الوقت ستزداد أعداد المحتاجين في جميع أنحاء البلاد مع تصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

    أبرز الله أنّ “منسّقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قدمت دعمًا كبيرًا لتسهيل تحرك مئات الشاحنات التي تنقل إمدادات حياتية لما يقرب من مليوني شخص، بما في ذلك العديد من المبادرات الإنسانية التي تمت عبر خطوط المواجهة في الصراع، وتأكيد وصول المساعدات الإغاثية إلى سكان الخرطوم والجزيرة والقضارف وكسلا والنيل الأبيض، وبعض الولايات الأخرى، ولكن تعيق تلك المساعدات استمراريتها من حين لآخر بسبب تجدد الاشتباكات”.

    أظهرت البيانات السابقة لمنظمة اليونيسف قلقًا خاصًا بشأن الوضع في دارفور، حيث يستمر انقطاع الاتصالات المستمر وفرض القيود على الوصول مما يؤدي إلى قلة المعلومات الموثوقة حول الوضع في تلك المنطقة المضطربة.

    وحسب آخر تحديثات منظمة “اليونيسف”، يتوقع أن حوالي 5.6 مليون طفل يعيشون في ولايات دارفور، وتقدر أن 270 ألف طفل نزحوا مؤخراً بسبب القتال.

    وأعلنت المنظمة الأممية المهتمة بحماية الأطفال أن الوضع في ولايتي غرب ووسط دارفور يتسم بالاشتباكات العنيفة وسوء الأمن ونهب المساعدات والمرافق. وقد توقعت المنظمة أن حوالي 15 ألف طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحادة في ولاية غرب دارفور وحدها.

    وأظهرت التقارير الأخيرة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن فرقها في ولاية النيل الأبيض سجلت وفاة أكثر من 1200 طفل لاجئ تحت سن الخامسة في 9 مخيمات خلال الفترة من 15 مايو إلى 14 سبتمبر الحالي.

    تم الإبلاغ عن حوالي 3100 حالة أخرى تشتبه في إصابتها بالحصبة خلال نفس الفترة، وأكثر من 500 حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا في مناطق أخرى في البلاد، بالإضافة إلى انتشار حمى الضنك والملاريا.

    أكدت المفوضية بقوة أن فرق العمل الصحية المحلية، بمعاونة منظمة الصحة العالمية وشركائها، يبذلون قصارى جهدهم في ظروف صعبة جداً.

    صوّرت منظمة الأمم المتحدة تحذيراتها بشأن تأثير الأزمة الحالية على البلاد وعلى الصحة العامة للأطفال، وأعربت بوضوح عن خوفها من وفاة آلاف الأطفال الموالين من الولادة بحلول نهاية العام الحالي، نتيجة التجاهل اللاحق بوحشية للمدنيين واستمرار الهجمات على الخدمات الصحية والتغذية، كما أبرزت أن هناك 55 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج لسوء التغذية الحاد كل شهر.

    أصبح ما يقرب من 1.6 مليون طفل نازح بحاجة إلى مساعدة، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في المناطق المتضررة من النزاع. ويشكل الأطفال 61٪ من إجمالي النازحين داخل البلاد في المخيمات. وتشير التقديرات إلى مقتل حوالي 7500 شخص، ولكن يُعتقد أن هذا الرقم أقل بكثير من الضحايا الفعليين للحرب المدمرة في السودان.

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى