تفاصيل نهب المليشيا الارهابية لبنك الجينات والسلالات الوراثية بود مدني
هاجمت مليشيات الدعم السريع الإرهابية بنك الجينات الرئيسي في مدينة مدني، والذي يحتوي على 15 ألف مورد وراثي داخل البحوث الزراعية، وقامت بعمليات تخريب ونهب شاملة.
وقد تم سرقة 35 ثلاجة تحتوي على السلالات المتنوعة والمهمة في مجال الأغذية والزراعة، والتي تم جمعها على مدى عقود من الزمان بواسطة خبراء وباحثين متخصصين.
وفي تصريحات صحفية، قال د. طلال سيد عبد الحليم، مدير مركز بحوث التقانة والسلامة الحيوية في هيئة البحوث الزراعية، إنهم قد أطلقوا مبادرة لإنقاذ هذه الموارد الوراثية الهامة للغاية، ولكن حتى الآن لم تتحقق استجابة تتناسب مع الخطر الحقيقي الذي يواجه الأمن الغذائي بأكمله.
وصرح طلال بأن الجينات الوراثية التي كانت مخزنة في الثلاجات قد أفرغت بالكامل وتم التخلص منها في المناطق الخارجية.
ويتبع بنك الجينات معايير صارمة للغاية في الحفاظ على السلالات من خلال جمع دقيق للبيانات والمواصفات المناخية والمواقع الجغرافية داخل البلاد وفقًا لمعايير الوصف النباتي العالمي.
صرح عبد الحليم بأنه تواصل مع قوات الدعم السريع عن طريق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، وأيضًا قدم خطابًا لوزير الزراعة في مجلس السيادة، لكن لم يتم الاستجابة إلى الآن.
وأشار إلى أن أي تقدم في جميع أنحاء العالم في محاصيل الذرة والدخن يعتمد أساسًا على الجينات السودانية الخاصة بنباتات السمسم وحب البطيخ. وأشار أيضًا إلى أن هناك حاجة إلى تدخل دولي لإنقاذ هذا البنك الوراثي، لأن الأضرار لن تتوقف فقط على السودان، بل ستمتد لتؤثر على النظام الزراعي العالمي بأكمله.
وشرح مدير مركز التقانة والسلامة الحيوية بالبحوث الزراعية أن منظمة “غلوبال ترست” المتخصصة في حماية المصادر الوراثية قامت بزيارة البنك خلال أشهر الحرب لتقييم الخطر المترتب على هذه الموارد، ولكن الحرب توسعت إلى الجزيرة قبل أن يتم اتخاذ أي إجراءات.
طبقًا لطلال، يجب أن يتم حفظ هذه الموارد في أنظمة تبريد خاصة ونقلها إلى مكان آمن داخل البلاد بشكل عاجل، حتى يتم الانتهاء من الترتيبات والميزانيات اللازمة لنقلها إلى بنوك عالمية متخصصة في الحفاظ على الجينات الوراثية حول العالم. ووفقًا لطلال، ستكون تكلفة نقلها خارج البلاد حوالي 250 ألف دولار.