إنتهاكاتالتقارير

بسبب تكدس الجثث في الشوارع .. كارثة صحية تواجه السودانيين  ( تقرير )

    دخلت السودان شهرها الخامس في الحرب، وعندما تتجول في شوارع الخرطوم تجدها تحولت إلى مقبرة بسب انتشار الجثث دون موارتها الثري أو دفنها في المقابر.

    ويعاني أهالي الضحايا من عدم قدرتهم على دفن ذويهم بسبب الاشتباكات العنيفة أو منعهم من قبل الدعم السريع الذي يحتل الأحياء، فيضطرون لدفن الجثث داخل منازلهم أو تترك الجثث في الشوارع أو داخل المنازل التي هجرها أهلها إلا قليل منهم.

    الجثث تتكدس في الشوارع

    ذكرت الأمم المتحدة في إحصائية لها أن هناك أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

    وبحسب شهود عيان من أهالي مدينة الخرطوم فإن عشرات الجثث بأزياء عسكرية، لا يعلمون إن كانت لأفراد من الجيش أو من الدعم السريع، توجد على الطريق العام الرابط بين السوق المركزي ببحري، وفي حي شمبات المجاور له. وقال مواطنون إن حوالي 15 جثة أخرى توجد على طريق الإنقاذ بين محطة الكرين ومقر شركة سيقا، وجثث أخرى بحي الحلفايا .

    وأصبح معتاداً رؤية جثث ملقاة في الشوارع، وربما يكون من الصعب حتى التعرف على هوية أصحابها، وينتهي بها الحال إما متحللة حيث هي أو مدفونة في أي مكان متاح،حسب شهود عيان .

    وقالت منظمة “أنقذوا الأطفال” الإنسانية (بريطانية غير حكومية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم) في بيان، إن “آلاف الجثث تتحلل في شوارع الخرطوم على خلفية عدم سعة المشارح لحفظ الجثث من ناحية، وتأثير انقطاع الكهرباء المستمر على نظم التبريد من ناحية أخرى”.

    وحذر البيان من “خطر تفشي الأمراض والأوبئة في شوارع الخرطوم التي مزقتها حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع مستمرة منذ 4 أشهر”. ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانية قولها: “لم يتبقَّ أي طاقم طبي في المشارح، تاركين الجثث مكشوفة على حالتها”.

    جثث متحللة

    قال شهود عيان إن عشرات الجثث تنتشر في شوارع السودان لا سيما ضمن مناطق الاشتباكات بالخرطوم وبحري (شمال) وأم درمان غربي العاصمة، وسط تحذيرات من كارثة صحية محتملة.

    وأضاف الشهود أن هناك جثثاً بقيت لأيام وتحللت في مناطق لا يمكن الوصول إليها؛ لأنها قريبة من أماكن القصف، وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض الخطيرة والأوبئة.

    ورغم المجهودات الإنسانية التي تقوم بها المنظمات الانسانية المعنية فإن اشتداد المعارك داخل الأحياء السكانية يفاقم من أزمة دفن الموتى مع انتشار الجثث في أحياء المدينة.

    وبحسب آخر إحصائية للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوداني فإن “فرقاً مشتركة دفنت حوالي 1000 جثة كانت منتشرة في الشوارع منذ بداية القتال”.

    وباتت شوارع الخرطوم مدمرة، تنتشر فيها على نطاق واسع أرتال من الجثث المسجاة على الطرقات.

    كارثة بيئية وصحية

    دفعت الخشية من انتشار الأوبئة والأمراض الأهالي إلى دفن الجثث خوفا على حياتهم وأن بعضها نهشتها الكلاب والقطط والفئران وبالتالي قد تتغير العادات الغذائية لهذه الحيوانات والتي قد تستمرئ اللحم البشري ويكون بذلك البشر في الخط الأول لاعتداءاتها.

    وقالت الدكتورة أشواق الطاهر، المتخصصة في الطب الشرعي ومديرة مشرحة المستشفى الأكاديمي الحكومي في الخرطوم، تقول إن بقاء الجثامين في العراء أو دفنها عشوائيا من قبل المواطنين يجعل التعرف إلى هوية الجثث معقدا أو مستحيلا وربما يؤدي إلى عدم الحصول على شهادة الوفاة لإكمال الإجراءات المتعلقة بالحقوق المالية والميراث وغيرها.
    وأعرب هيثم محمد إبراهيم، وزير الصحة السوداني عن مخاوفه من احتمال تفشي الأوبئة الناتجة عن انتشار الجثث في مختلف الولايات، خاصة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.

    وشدد على العواقب الوخيمة لهذه الجثث التي تؤثر على مياه الأمطار، وسلط الضوء على قدرتها على إثارة العديد من الأوبئة.

    وعقب زيارته لبعض الأحياء بولاية الخرطوم، لاحظ الوزير عدم وجود جثث في بعض الأحياء المكتظة بالسكان، لكنه نبه إلى أن هذه الملاحظة لا تلغي المخاطر الكامنة، مشددا على ضرورة البقاء في حالة يقظة. وشدد الوزير على أهمية تجنب هذه المخاطر لمنع التداعيات البيئية في العديد من الولايات السودانية، مشيرًا إلى التهديدات البيئية الإضافية التي تتزامن مع بداية فصل الخريف وتشمل هذه التهديدات أمراض مثل الإسهال وانتشار البعوض الناقل للأمراض

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى