الملايين من السودانيين يواجهون تهديد المجاعة والنقص في الأمن الغذائي
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 20.3 مليون شخص في البلاد يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذا يمثل أكثر من 42 في المائة من سكان البلاد.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، أظهر تقريرها أن نصف هذه العدد يواجه انعدام الأمان الغذائي بمستوى كبير العام الماضي، قبل بداية الصراع الذي نشب بين الجيش وومليشيات الدعم السريع المتمردة.
الجوع حادّ
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الوضع الإنساني الكارثي تصاعد بشكل جديد، حيث حذرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء من وجود 6.3 مليون شخص على مشارف المجاعة، وتضررت البنية التحتية المهمة جداً بسبب القتال، وتعرضت الزراعة للعراقيل الشديدة وتعثر توصيل المساعدات الحيوية.
أكدت المتحدثة أن هناك أعداد كبيرة من السكان يواجهون مشاكل تغذية حادة في غرب دارفور، وهذه المنطقة شهدت بعضًا من أسوأ أعمال العنف، بما في ذلك استهداف المدنيين بسبب أصولهم العرقية والعنف الجنسي الجماعي. وتشير الأرقام الأخيرة المصدرة عن المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص قد أجبروا على النزوح داخليًا، وهناك أيضًا حوالي مليون شخص آخر نزحوا عبر الحدود السودانية.
وأوضحت الوكالة الفرنسية أن الأرقام التي أصدرتها المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن أزيد من مليوني شخص هربوا من مدينة الخرطوم بمفردها – وهذا يمثل 40 في المائة من عدد سكان المدينة المُقَدَرَ قبل حدوث الحرب. وعلى مدى أشهر، قام المدنيون بالمطالبة بوقف القصف الجوي والمعارك المستمرة واطلاق النار، الأمر الذي تسبب في تحويل المدن بما في ذلك العاصمة إلى مناطق حرب
اتهامات متبادلة
ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، لم يتم تحقيق أية ممرات إنسانية على الرغم من وعود الأطراف القتالية، مما يعوق مجموعات الإغاثة من تقديم المساعدات المنقذة للحياة بشكل متزايد. استمرت المعارك العنيفة في المدن والعاصمة المنكوبة يوم الأربعاء، حيث أعلن متحدث باسم الجيش في خطاب متلفز أن “العشرات من الميليشيات المتمردين قد قتلوا وجرحوا” في غارة جوية بجنوب الخرطوم.
وأدعيت قوات الدعم السريع أن الجيش قد “تآمر” مع نظام عمر البشير السابق، حيث تمت إزاحة البشير الطاغية منذ وقتٍ بعيد في عام 2019 بعد احتجاجات شعبية. حدث انتقالٌ هش إلى الحكم المدني، والذي انحرف عن مساره من خلال انقلابٍ في عام 2021 بقيادة البرهان. وعندما حدث خلافٌ مرير بين الجنرالين، اتهم دقلو حكومة البرهان ببدء الحرب من أجل إعادة حزب المؤتمر الوطني المحظور الذي ينتمي للبشير إلى السلطة.