إنتهاكاتاخبارالتقارير

العنف الجنسي يضاعف معاناة النساء في السودان

    العنف الجنسي الذي يعاني منه النساء في السودان بسبب الحرب في العاصمة الخرطوم ومناطق دارفور منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يثير قلقًا واستهجانًا من قبل المنظمات الدولية والمحلية.

    المنظمات الدولية

    تقول منظمة العفو الدولية إن عدداً كبيراً من النساء والفتيات، الذين لا يتعدى بعضهم أعمار الـ 12 عاماً، يتعرضون للعنف الجنسي من أطراف النزاع في السودان. وهناك بعض الحالات حتى يتم احتجاز بعضهن لعدة أيام في ظروف استعباد جنسي، حسب ما تم ذكره على موقع منظمة العفو الدولية.

    دعوا خبراء الأمم المتحدة قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف انتهاكات القانون الإنساني وحقوق الإنسان، معبرين عن قلقهم إزاء التقارير التي تفيد بتعرض النساء والفتيات للاختفاء القسري وأعمال ترقى إلى مستوى سخرية واستغلال جنسي من قبل قوات الدعم السريع.

    منظمات محلية

    أعربت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، وهي منظمة سودانية تعمل كهيئة مستقلة تم إنشاؤها للتنسيق بين المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية في قضايا المرأة والطفل، عن تعاطفها وأسفها لتصاعد حالات اختفاء النساء والفتيات بشكل قسري وزيادة حالات العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع، والتي لا تتماشى مع عدد الحالات المبلغ عنها. وتشير المنظمة أيضًا إلى زيادة ظاهرة استهداف النساء والفتيات على أساس عرقي، وهي تطور كبير في جرائم العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع في السودان.

    منظمة القمع للنساء، المنظمة السودانية المستقلة، ترتبط المسؤولية على الحرب الجارية في البلاد بالعنف والاغتصاب الذي يتعرض له النساء، وتطالب بإلقاء السلاح.

    الاغتصاب 

    وبالرغم من اختلاف أنواع العنف التي يتعرضن لها النساء نتيجة للحرب في مناطق القتال في السودان، إلا أن الاغتصاب يتصدر قائمة تلك الجرائم. وأشارت تقارير من منظمات دولية مثل العفو الدولية وتقارير إعلامية، وبالإضافة إلى تصريحات كل من فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إلى توجيه الاتهامات لعناصر الدعم السريع بارتكاب هذه الجريمة، وخاصة جرائم الاغتصاب، ومن بين هذه الشهادات تقرير لقناة بي بي سي عربي يذكر ثلاثة نساء تعرضن للاغتصاب من قبل عناصر الدعم السريع.

    الدعم السريع

    وأعرب يوسف عزت ، المستشار السياسي لقائد قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة ، عن رفض مؤسسته لأي انتهاك جنسي ضد النساء ، وأكد عدم حصول مؤسسته على أي معلومات حقيقية أو دليل يثبت ارتكاب قواته لتلك الجرائم أو أماكن ارتكابها. وأشار عزت إلى وجود محكمة ميدانية في وسط الخرطوم ، تم تشكيلها بواسطة قوات الدعم السريع ، لمواجهة أي سلوك مشين من أي من عناصرهم أو من يتنكر بشخصيتهم في المنطقة التي تخضع لسيطرتهم. ودعا عزت المواطنين إلى الإبلاغ عن أي حادثة لمحاكمة الجاني.

    الاغتصاب سلاح قديم جديد

    تاريخياً، تمتلك السودان سجلًا طويلاً من تعرض النساء للعنف الجنسي ولا سيما الاغتصاب. فبالإضافة إلى الجرائم المشتركة المماثلة في الحروب السابقة، تعرف حرب دارفور التي بدأت في عام 2003 على جرائم مماثلة. في تقرير نشرته منظمة العفو الدولية في يوليو – تموز 2004، أشير إلى أن الحكومة السودانية بقيادة عمر البشير أطلقت ميليشيات بدوية على المجتمعات العربية في دارفور، والتي نتج عنها قتل المواطنين واغتصاب النساء. اتهم التقرير الجيش السوداني بتقديم الدعم لتلك الميليشيات المعروفة بتسمية “الجنجويد”، والتي أصبحت لاحقًا نواة قوات الدعم السريع. ووفقًا للتقرير، أجرت المنظمة حينها مقابلات مع العديد من النساء اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي خلال تلك الحرب.

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى