إنتهاكاتاخبارالتقارير

الجيش يتصدى لهجوم على قاعدة «المدرعات»… ويوقع 19قتيلا

    تواصل القتال في الأحياء المتاخمة لقاعدة المدرعات، جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما شهدت مناطق أخرى في أمدرمان والخرطوم بحري اشتباكات محدودة وقصفا جويا وتبادلا في الإطلاق العشوائي لقذائف المدفعية التي خلفت عددا من الضحايا وسط المدنيين.
    وقال شهود عيان لـ«انتهاكات السودان» إن «الجيش تصدى لموجة هجوم جديدة شنتها قوات الدعم على قاعدة المدرعات» مشيرين إلى أن «المعارك لم تأخذ وقتا طويلا حتى ساد الهدوء المكان».
    وأفادوا بأن الطرفين تبالا القصف المدفعي في الأحياء القريبة من قاعدة المهندسين غربي مدينة أمدرمان، بينما شهدت مناطق وسط وغرب المدينة مواجهات أكثر حدة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
    ومساء الثلاثاء، كشفت غرف طوارئ أحياء أمبدة في أمدرمان، عن تعرض الحارة (21) – الصالحين – لقصف عشوائي بالمدفعية والمسيرات التابعة للجيش استهدفت ارتكازين لـ«الدعم» إلا أن التنفيذ لم يكن دقيقاً، وأدى إلى وفاة 19 شخصا من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين.
    وتجددت المواجهات في أمبدة، الحارة العاشرة، وشارع الصناعات أمس، وجاء ذلك في وقت أطلقت فيه غرفة طوارئ مدينة كرري المجاورة للمنطقة، نداء للأهالي والسكان بفتح المدارس لاستقبال الفارين من أحياء أمبدة جراء الاقتتال.
    ومنذ أسابيع، يحاول الجيش التقدم والانتشار في مناطق واسعة في مدينة أمدرمان وذلك بهدف قطع خط الإمداد الرئيسي لقوات «حميدتي» القادم من غرب البلاد.
    ميدانيا كذلك تفيد المتابعات بأن الطيران المسير التابع للجيش شن غارات على تجمعات لقوات «حميدتي» في مدينة بحري ومناطق في محلية شرق النيل.
    وفي السياق، قال الجيش، عبر صفحته الرسمية في «فيسبوك» إن قوات العمل الخاص التابعة لـ «الهجانة» في ولاية شمال كردفان نفذت عمليات نوعية في طريق بارا – أمدرمان وقطعت من خلالها إمدادا لـ «الدعم السريع».
    وتستمر المعارك في السودان منذ نحو (5) أشهر بعد أن اندلعت بسبب خلافات في قضايا الدمج والإصلاح العسكري، وتبادل الطرفان الاتهامات بالاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
    وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء معاش، أمين مجذوب لـ«انتهاكات السودان» إن «سير المعارك يشير إلى أن الدعم السريع فقد البوصلة الخاصة بتحقيق أهدافه التي من أجلها خاض الحرب، واحد منها الاستيلاء على السلطة، وهذه أصبحت بعيدة المنال، كذلك ما صرح به قائد الدعم السريع أبنه يريد القبض على رئيس مجلس السيادة والقائد العام وقادة الجيش».

    وأضاف: «الآن القوات المسلحة تمسك بزمام الأمور وتمارس الدفاع الإيجابي، بمعنى تدافع وتوقع خسائر في صفوف الدعم السريع».
    ورأى أن التصعيد الميداني الذي تقوم به قوات «حميدتي» هذه الأيام يأتي من أجل الحصول على موقف تفاوضي جيد، لذلك يحاول السيطرة على مناطق عسكرية مهمة. وأشار إلى أن الجيش يمارس عملية التمشيط والتطهير من شارع إلى شارع ومن حي إلى حي في محاولة للدخول إلى التفاوض وهو يمسك بزمام الأمور في العاصمة.
    أما عن التهديدات المتواصلة من قبل قادة الجيش باقتراب ساعة الحسم واستخدام القوة المميتة، فقال الخبير العسكري، إن مثل هذه الأحاديث تأتي بناء على حجم الخسائر التي أوقعها الجيش في صفوف الدعم السريع وبناء على حسابات ميدانية.
    ووفقا له، ستأخذ المعارك في السودان وقتا أطول حتى يتم إخراج قوات «حميدتي» من المواقع التي تتمركز فيها، لكنه عاد وأكد أن الجيش يمتلك القوة المميتة المتمثلة في القوات الجوية والمدفعية والدبابات والمسيرات التي دخلت الخدمة مؤخرا.
    وجزم بأن قوات «الدعم السريع» تفتقد للقيادة والسيطرة، وأنها تعمل من خلال مجموعات منفردة وهي تحاول إسقاط، أو تحييد سلاح المدرعات أو سلاح المهندسين أو حامية بحري وسلاح الإشارة من أجل الحصول على نصر إعلامي ومعنوي باعتبار أنه تعذر عليها الدخول للقيادة العامة.
    ويشار الى أن المعارك تسببت في أوضاع إنسانية كارثية حيث نزح ما يقارب (7.1) مليون شخص داخليا في السودان نتيجة الصراع وفق لتقديرات منظمة الهجرة الدولية، فيما تشهد مناطق الاشتباكات ومعسكرات الإيواء والنزوح تدهورا مريعا في تقديم الخدمات خاصة الصحية منها. وأعلن وزير الصحة الاتحادية المكلف، هيثم محمد إبراهيم، عن حاجة السودان لـ 60 مليون دولار لتوفير الإمداد الدوائي حتى نهاية العام.
    ولفت إلى ضرورة عمل المنظمات على كيفية توفير الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى الطوارئ ومكافحة الأوبئة، داعيا لتقديم السند لوزارة الصحة الاتحادية عبر إدارتها المختلفة.
    وتوقع تقديم المزيد من الدعم من قبل المنظمات خاصة منظمتي الصحة العالمية واليونسيف، والعمل على استمرار تقديم الخدمة والمساهمة في توصيل الإمداد وتقديم الخدمة في ولايات دارفور وكردفان بالإضافة لولاية الخرطوم.
    وأوضح أن المحاور الأساسية التي اعتمدت عليها الوزارة خلال هذه المرحلة، هي توفير الإمداد الطبي والمستهلكات الطبية من الأدوية ومدخلات العمليات.

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى