الجوع والمرض يحاصران معسكرات النازحين في السودان
يشكو عدد كبير من النازحين في أقاليم السودان المختلفة من غرق المأوى واضطرارهم إلى البقاء في العراء مع أطفالهم، مطالبين بالالتفات إلى أوضاعهم بشكل سريع. وقال مبارك حسن أحد النازحين في مدينة ود مدني جنوب الخرطوم إن “معظم الفارين من ويلات الحرب قصدوا المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء في ولايات عدة بالبلاد، ومنذ اندلاع الاشتباكات تغلبنا على ظروف بالغة التعقيد، لكن مع هطول الأمطار وزيادة معدلاتها المتوقعة، يصبح كل شيء على حافة الخطر، مما ضاعف القلق والهموم، بخاصة في ظل عدم قدرة صمود المدارس على استيعاب مزيد من تدفقات المياه”، ونوه حسن إلى أن “حالات الإصابة بأمراض الإسهال والحميات وسوء التغذية والملاريا ارتفعت بصورة ملحوظة إلى جانب بعض الأمراض المعدية المنقولة عبر المياه وانتشار الالتهابات الرئوية وسط الأطفال والكبار، فضلاً عن انعدام الرعاية الصحية. ولفت إلى أن “أكثر ما يفتقدونه هو المواد الغذائية والمعينات الصحية، لأن بعض الأسر في العراء يستظل بأي شيء متاح بعد أن أغرقت المياه المدارس التي تعاني تصدعات، وبعضها آيل إلى السقوط وغير قادرة على صد الرياح العاتية وتحمل معدلات الأمطار الغزيرة”.
مجاعة وأمراض
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، منتصف أبريل الماضي، نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وبلغ عدد الذين غادروا البلاد ما يقرب من 724 ألفاً، بينما تجاوز عدد النازحين بالداخل 2.4 مليون نسمة.
في السياق، قال عبدالعظيم فضل، أحد النازحين من العاصمة “جئت إلى مدينة سنار (وسط البلاد) مع زوجتي وأبنائي، هارباً من مناطق القتال، لكنني وجدت نفسي في مركز إيواء لا يصلح للسكن، مما عزز قناعتي بأن معسكرات النزوح أقسى ما رسمته الحرب، في الأسابيع الأخيرة تفاقمت الأوضاع المعيشية والإنسانية وانحدرت نحو الكارثة، خصوصاً بعد هطول الأمطار بغزارة، إذ دهم الجوع غالبية الفارين وبات الجميع يعيشون أوضاعاً في غاية الصعوبة والبؤس في ظل تفشي الأوبئة وانعدام الرعاية الصحية والأدوية والغذاء”.
أضاف فضل أن “المدارس التي تؤوي الآلاف غمرتها المياه، وبعضها يعاني تشققات وتصدعات خطرة، الأمر الذي يهدد بانهيارها في أي لحظة”، مشيراً إلى أن “انعدام البنية التحتية لتصريف المياه في معظم مدن السودان يراكم المياه الراكدة لأيام عدة، مما يجعلها بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والحشرات السامة”.