التقرير الحقوقي الشهري لمنصة انتهاكات السودان الحقوقية في الفترة من 15 مارس حتى 15 أبريل
التقرير الحقوقي الشهري لمنصة انتهاكات السودان الحقوقية
في الفترة من 15 مارس حتى 15 أبريل
مقدمة
قام فريق انتهاكات السودان الحقوقية بجهد مضني في جمع وتوثيق حالات الانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع المتمردة على الجيش السوداني والتي أحدثت جرائم عدة لا تسقط بالتقادم ولا تمر مرور الكرام ورغم ظروف الحرب المرة وإحداثياتها الصعبة إلا أن الفريق اتبع الطرق الحقوقية المعمول بها في فترات الحروب من التقصي والتوثيق والاستماع المباشر واضطراد الخبر والتجميع ثم الحصر ورغم ذلك فإن هذا ما تأكد الاستيثاق منه فقد طرحنا ما لم يثبت أو تشكك في حدوثه أو لم نصل مباشرة إلى صاحب الواقعة وعليه فنحن سنظل نرصد ونحقق ونوثق هذه الجرائم بحق الشعب السوداني فإننا نطالب بمحاسبة المنتهكين لهذه الحقوق المتمردين على قيم وثوابت الأمة السودانية والإنسانية جمعاء
- القتل خارج إطار القانون
وثق فريق انتهاكات السودان 538 حالة قتل خارج إطار القانون بما يقارب 20 حالة قتل يوميا ترتكبها عناصر الدعم السريع بحق المدنيين من السودانيين بين حالات قتل بالرصاص الحي والقصف بالدانات العشوائية والقنص كما شهدت إحدى قرى الجزيرة حالتي قتل بالإغراق في النيل وهي من أبشع أنواع القتل التي شهدتها البلاد
ومن بين هذه الحالات مقتل سائق وزير الصحة أثناء دفن جثث عناصر الدعم السريع في الخرطوم كذلك مقتل الفنانة السودانية مودة الجنينة بعد اختطافها وتعذيبها كما قتل 13 سودانيا أثناء حضورهم عرس بالخرطوم وقد تكررت حوادث اغتيال أسر بأكملها لا سيما في ولايتي الجزيرة ودارفور
الشاب حسام عوض من القصص التي تستحق الذكر فقد قتل في توتي أول أيام العيد بعدما قام المصلون بطرد قائد عناصر الدعم السريع بالمنطقة ردا على اغتصاب فتاة ليلة العيد فكان مقتل الشاب حسام عوض ردا من العناصر المتمردة على إهانة قائدهم وطرده من المسجد
- القتل بسبب رفع الأذان
من أغرب حالات القتل التي ارتكبها عناصر الدعم السريع والتي لم يقم بها أحد ربما منذ الدعوة إلى الإسلام وهي القتل بسبب رفع الأذان وذلك في حالتين أولهما إمام مسجد الختمية في الفتيحاب سعد نور الدائم وثانيهما مؤذن مسجد السنهوري بالخرطوم .. وبالتقصي علمنا أن عناصر الدعم السريع لا سيما القادمين من تشاد يعتمدون على السحر والتمائم ويظنون فيها الحماية ولما كان الأذان يبطل السحر ويفرق المردة فإنه جرت عادتهم عند اجتياح بلدة أن يمنعوا فيها رفع الأذان حتى لا يبطل هذا السحر
- حالات إصابات خطيرة .. مفضية إلى موت أو عاهات
وثق فريق انتهاكات الحقوقية 807 حالة من الإصابات الخطيرة التي صاحبت الاجتياحات الكبرى للمدن والقرى فكانت هذه الإصابات لمن أخطأته رصاصة الموت فأصابته ولم تقتله وأقعدته على طريق الموت إما أن يلحق برفاقه أو ينتظر بإصابات مؤهلة لعاهات مستديمة كبتر الأعضاء أو فقد القدرة على الحركة
- نزوح الأهالي التهجير القسري
وثق فريق انتهاكات الحقوقية 393500 حالة نزوح للشعب السوداني الأعزل حيث أجبر هذا العدد المهول المقترب على النصف مليون آدمي على ترك ديارهم وحمل أهليهم وما يستطيعون حمله من متاع إلى بلدة أخرى خشية القتل فرارا من الموت على يد عناصر الدعم السريع
ويكمن الدافع للنزوح في سلوك عناصر المليشيا الهمجي الرامي إلى تغيير ديمغرافي لولايات السودان واستبدال أهلها بعناصر مقاتلة ومحاولة صناعة ظهير اجتماعي موازي للظهير الشعبي لقوات الجيش السوداني فركز سلوكه في ترويع المواطنين وقتلهم بوحشية حتى يتسامع بهم آخرون فيفروا من بلدانهم حفاظا على حياتهم وأعراض نسائهم من الاغتصاب الممتهج والترويع المقنن في شريعة الدعم السريع المشوهة حيث تنوعت حالات النزوح بين ولايات دارفور والجزيرة
- حالات الاغتصاب والعنف الجسدي
وثق فريق انتهاكات الحقوقية 44 حالة اغتصاب قام بها عناصر الدعم السريع بحق النساء البريئات بعد اجتياح بعض القرى على مرأى ومسمع من قادة هذه العناصر وتوافر حالات الرضاء العام من المجموعات المهاجمة وفي بعض الحالات كان الاغتصاب جماعيا في جريمة تعف عنها البهائم غريزة وهو ما يعني أن مرتكب هذه الجريمة يجاهد فطرته ليفعل عكسها وهو ما يشير أن هذه الجرائم ليس الغرض منها الاغتصاب لقضاء الوطر وإنما الاغتصاب كأداة للتهجير وردع المواطنين واستخدامه كسلاح لكسر شوكة الأهالي والإمعان في إذلالهم
من بين الحالات التي تم اغتصابها 8 حالات قصر من فتيات لم يتجاوز أعمارهن 12 عاما وهو ما يشير لخلل نفسي في مرتكب الواقعة لا يستقيم معه نصح أو إرشاد كذلك فإنه من المغتصبات 6 من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ولا توجد كلمات تصف قبح هذه الجريمة وشناعتها
- الانتحار بعد الاغتصاب وعدم القدرة على التعافي
الاغتصاب من أخطر الجرائم التي تمر بها الأنثى إذا ابتليت بذلك لأنه لا تنتهي آلامه بانتهاء الفعل وإنما يستمر آثار ذلك الجرم لفترات حتى يتم التعافي فما تخلفه هذه الجريمة من آثار نفسية على الضحية يصعب علاجه وربما لا يتم بالمرة كما في هذه الحالات التي بين يدينا حيث وثق فريق انتهاكات الحقوقية 6 حالات من الانتحار نتيجة آثار الاغتصاب الذي تعرضن له ولم يستطعن التعافي
- الإخفاء القسري
وثق فريق انتهاكات الحقوقية 145 حالة من الاختفاء القسري قامت عناصر الدعم السريع فيها باختطاف المواطنين المدنيين واقتيادهم إلى جهات مجهولة وذلك بغرض التعذيب أو القتل بعيدا عن المحل أو استخدامه في خدمات خاصة بالعناصر وتعد جريمة الإخفاء القسري من أبشع الجرائم حيث يعيش ذووا المختفي أحوالا صعبة بين الحياة والموت وهو ما جرمته المواثيق الدولية جمعاء وأدانه دستور السودان وقوانينه والأشد ألما أن من بين حالات الإخفاء أكثر من 40 حالة من النساء
- الاتجار بالبشر وأسواق بيع النساء
وثق فريق انتهاكات الحقوقية وفق روايات شهود عيان 40 حالة من الاتجار بالبشر بحق النساء قامت بها عناصر الدعم السريع حيث يقومون باختطاف المواطنين ثم عرضهم للبيع في أماكن معدة لذلك حيث وصل مقابل ذلك ما يتجاوز 3000 دولار واستخدامهم في الاعمال الخاصة لا سيما النساء في مناطق شمال دارفور وما حولها وهي جريمة مركبة من الاختطاف والإخفاء القسري والاستغلال والاتجار بالبشر وكل جريمة من هذه على حدة لا تسقط بالتقادم
- انتهاكات بحق القطاع الطبي
وثق فريق انتهاكات الحقوقية إغلاق 12 مستشفى نفسيا على يد عناصر الدعم السريع عبر التضييق على القطاع الطبي وتدمير المباني واستغلالها في الحرب واستخدام مباني هذه المستشفيات كحصون ومنصات لإطلاق الرصاص والصواريخ فضلا عن تدهور الوضع الاقتصادي الذي أدى إلى انقطاع رواتب هؤلاء الأطباء كما مارست عناصر الدعم السريع القتل المباشر بحق 3 أطباء عمدا أحدهم ظنا منهم أنه لم يقدم الخدمة المطلوبة لأحد جرحاهم فأردوه قتيلا وطبيبة قتلت لأنهم أرادوا سرقتها فأضاءت المشعل لترى من اللص الغريب فأردوها قتيلة وسالت الدماء البريئة على معطفها الطاهر
- خاتمة
ما بذل في إعداد هذا التقرير هو جهد المقل وهو مساهمة منا نحن فريق انتهاكات السودان الحقوقية في مقاومة الظلم والانتصار لقيم الحق والعدالة والخير وخطوة على طريق معاقبة المنتهكين لكي بنال المسيء عقابه ويرتدع الآخرون وتشفى الصدور التي اتسعت لكل شيء إلا الظلم والظالمين