البرهان ينبه إلى خطر التدخلات الخارجية في الأزمة الحالية
أكد رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، التزامه بحفظ سيادة البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وشعبها، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية.
قال البرهان – في أعمال الدورة الحادية والأربعين لجمعية رؤساء الدول والحكومات التابعة للإيجاد في جيبوتي، وبمشاركة السفير الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي مايك هامر، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمضان العمامرة والمبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي أنيت ويبر، إلى جانب رؤساء وممثلي دول منظمة الإيجاد – “إن قضية وجود جيش وطني واحد يمتلك حق استخدام القوة العسكرية؛ هي مسألة لا يجب التخلي عنها ولا التهاون فيها، فهذا هو الضمان الأساسي للاستقرار والسلام ليس فقط في السودان ولكن في جميع المنطقة.”
وأضاف البرهان – حسبما أفاد بيان صدر عن “إعلام مجلس السيادة” اليوم – أن استخدام السلاح وشن الحرب ضد الدولة لا يمكن أن يعتبر وسيلة للحصول على امتيازات سياسية غير مستحقة وأن الوصول إلى السلطة يكون فقط من خلال الانتخابات. وأكد أن مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب عن الجرائم الغير مسبوقة للمتمردين هو الطريق الوحيد لعدم تكرارها وتحقيق العدالة ومصلحة النسيج الاجتماعي والاستقرار.
وأوضح البرهان أن توقيع إعلان جدة للمبادئ الإنسانية كانت فرصة فعالة ومبكرة لإنهاء الأزمة سلميًا إذا التزم المتمردون بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه. ومع ذلك، فإنه من الواضح بشكل لا يترك مجالًا للشك أن التمرد لم يكن لديه أي نية سياسية لوقف حربه ضد الدولة والمواطنين.
وتناقش نوعية الجهود التي بذلت لحل الأزمة السودانية بشكل سلمي، حيث أكد البرهان إصراره على تحقيق السلام وإظهار التوجس بخلافات الدم ووقف تدمير البلاد بشكل منظم.
أكد البرهان أهمية القمة غير العادية للعثور على حل، وأضاف: “نحن مقتنعون تماماً بأن العثور على حل يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في كل ذلك، نظراً لكونها المنظمة الأقرب في فهم واقع السودان وما يحدث فيه حالياً، ونظرًا للدور التاريخي الذي لعبته في تحقيق السلام في السودان، نعبر عن أملنا في أن تؤدي هذه القمة إلى قرارات وتوصيات تساعد على تحقيق هذا الهدف”.
قال البرهان إننا على الرغم من التهديدات البربرية التي لم تتكرر في تاريخنا المعاصر، من قبل الميليشيات المتمردة للدعم السريع وتوجيهها لعدوانها المشين على المواطنين الأبرياء بقتلهم وتطهيرهم عنصرياً واغتصابهم ونهب ممتلكاتهم الخاصة وتدمير وتخريب المؤسسات العامة والبنى التحتية؛ إلا أننا لم نستبعد الحلول السلمية ورحبنا بكافة الجهود التي تسعى لوقف اراقة الدماء وتدمير بلادنا، وتعاطينا بشكل إيجابي مع جميع المساعي الصادقة من قبل الجهات المعنية ودول الجوار ومنبر جدة.
وقد استمرت منظمتنا الإقليمية في متابعة قدوة تلك المنظمات الدولية التي أدينت جرائم الدعم وأعربت عن إدانتها لهذه الجرائم، كما قامت برصدها وتوثيقها بالتنسيق مع المنظمات الدولية وحقوق الإنسان ووسائل الإعلام العالمية.
وأشار البرهان إلى خطورة التدخلات الأجنبية في الأزمة الحالية، وتتمثل في استمرار توريد الأسلحة من الداخل والخارج، بل ومن خارج القارة الأفريقية، وكذلك استمرار وصول المرتزقة من بعض دول الجوار القريبة والبعيدة، الأمر الذي يؤدي إلى تمديد فترة الحرب وارتكاب مزيد من الجرائم.
وأكد البرهان أن أساسيات الحل السلمي لأزمة السودان تكمن في إعلان جدة الذي يستعرض المبادئ الإنسانية، والتزام الجميع بإخلاء المنازل والمناطق الحضرية بشكل كامل، ووقف إطلاق النار وتجميع القوات المتمردة في المناطق الموافق عليها، وإزالة أية عوائق تعرقل تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للفقراء وإعادة المنهوبات للمواطنين. و بعد ذلك، ستبدأ عملية سياسية شاملة تعتمد على الإرادة الوطنية الصادقة، للتوصل إلى توافق وطني حول إدارة الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات العامة.
بدأت أعمال الدورة الـ41 غير العادية لجمعية رؤساء الدول والحكومات التابعة للإيجاد في جيبوتي في وقت سابق اليوم. تحدث عدد من الرؤساء خلالها، مؤكدين أهمية تحقيق السلام وإنهاء الحرب في السودان، وضمان استقرار وأمن دائمين وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في التحول الديمقراطي المطلوب.