البرهان يحذر من انتقال شرارة الحرب من السودان إلى دول الجوار
طالب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع “جماعة إرهابية” مع القوات القبلية المتحالفة معها.
واتهم البرهان في خطاب السودان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويوك اليوم الخميس ما أسماها “القوات المتمردة” بالاستعانة بـ”مرتزقة من خارج السودان”، وقال إن قوات الدعم السريع تتخذ من المواطنين دروعًا بشرية.
وقال البرهان في كلمته للجمعية العامة للأمم المتحدة: “ما حدث في مدينة الجنينة صدمة للضمير العالمي، وما حدث في طويلة ومنواشي وحتى في الخرطوم من أبشع الجرائم التي ارتكبتها هذه القوات والمليشيات المتحالفة معها”. وتابع رئيس مجلس السيادة السوداني: “رغم ما فعلت هذه القوات طرقنا كل السبل للحلول، وحققنا تقدمًا جيدًا في منبر جدة، لولا تعنت المتمردين. وما زلنا نمد أيادي السلام لرفع المعاناة عن شعبنا”. وأردف: “قبلنا مبادرة من تركيا وأوغندا وجنوب السودان، لكن كلها اصطدمت بتعنت المتمردين. هذه الحرب يجب ألا تصنف بأنها بين الجيش والدعم السريع، بل هددت كل مكونات الدولة”.
وقال البرهان إن التدخلات الدولية والإقليمية في هذه الحرب أصبحت ظاهرة وهذه أول شرارة لتمتد إلى الإقليم، مشيرًا إلى أن “القوات المتمردة” تمارس النهب والاغتصاب وقتل المدنيين وتحتل المساكن والمستشفيات والمنشآت المدنية وتدمر وتحرق البنية التحتية ومقار الدولة ودواوين الحكومة – حسب قوله.
وأوضح البرهان أن “القوات المتمردة” ارتكبت “جرائم وحشية” في دارفور ضد المدنيين على “أساس عنصري وعرقي تجرمها الشرائع والقوانين الدولية والوطنية”، وهو ما أدانته الأمم المتحدة ومعظم دول العالم – على حد قوله.
وطالب البرهان جميع الدول والأمم المتحدة بتصنيف الدعم السريع “جماعة إرهابية” بسبب “انتهاكاتها ضد المدنيين وتدميرها لمؤسسات الدولة والمعالم التاريخية الأثرية”، وقال إن قوات الدعم السريع تهدد السلم والأمن الدوليين وتهدد بنقل الحرب إلى دول الجوار.
وثمن البرهان في الوقت نفسه، جهود الدول الشقيقة والصديقة في مساعدة الشعب السوداني وفتح الحدود أمام الفارين من جرائم “المتمردين”، كما تقدم بالشكر إلى وكالات الأمم المتحدة لوقوفها إلى جانب الشعب السوداني.
وقال البرهان: “نثمن كل المبادرات الداعية إلى إيقاف الحرب، بدءًا بالمبادرة السعودية الأمريكية ومبادرة دول الجوار بقيادة الشقيقة مصر”.
وأعلن البرهان التزام القوات المسلحة بنقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة من الشعب بعد توقف الحرب. كما أعلن التزام القوات المسلحة بمرحلة انتقالية قصيرة بإدارة “حكومة مدنية من المستقلين” وفق تراضي وطني واسع لمعالجة الوضع الإنساني والاقتصادي والأمني وإعادة الإعمار، تعقبها انتخابات.
وأشار البرهان إلى فتح المطارات والموانئ السودانية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب، مناشدًا الدول والمنظمات الدولية بتقديم المساعدات إلى الشعب السوداني.
وقال البرهان إن وقف المساعدات الدولية عن السودان في الفترة السابقة أثر سلبًا على الوضع الإنساني وفاقم من معاناة النازحين.