اخبارالتقارير

أطباء بلا حدود: تحذير من تدهور أوضاع النازحين في كسلا

    حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تفاقم وضع النازحين في كسلا، وأشارت في تقريرها الأخير إلى أن حوالي ١٩٠،٠٠٠ شخص قد نزحوا إلى ولاية كسلا السودانية وحدها حتى شهر فبراير ٢٠٢٤. ومن هؤلاء، حوالي ٤٠،٠٠٠ شخص فروا من أعمال العنف الأخيرة في ولاية الجزيرة.

    وصفت المنظمة معاناة النازحين داخلياً في كسلا بأنها تعبر عن الأزمة الإنسانية الواسعة في السودان، نتيجة للصراع المبرمج، وأشارت إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح ونقص الأمن الغذائي الواسع وفقدان سبل المعيشة، مما يؤكد ضرورة تقديم مساعدات إنسانية شاملة بشكل عاجل.

    كشفت منظمة أطباء بلا حدود أنها انتهت مؤخرًا من برنامج استمر لمدة 10 أسابيع لتقديم المساعدات الطبية والإنسانية الأكثر أهمية، إلا أن حجم الأزمة تجاوز قدرة أي منظمة بمفردها، مما يتطلب تحركًا عاجلاً ومنسقًا من المجتمع الدولي.

    رحلة محفوفة بالمخاطر

    وصفت الرحلة التي قام بها النازحون إلى كسلا بأنها كانت مليئة بالمخاطر، حيث قام العديد منهم بالنزوح عدة مرات قبل الوصول إلى هناك، ونقلت شهادات بعض النازحين.

    يقول عبد الغني، وهو نازح في كسلا: “بعدما جمعنا المال اللازم للنقل من ود مدني إلى كسلا، أصبحت عملية النقل أكثر صعوبة. قضينا أربعة أيام بحثًا عن سيارة ولم نستطع العثور على واحدة. استخدمنا كارو ثم ركشة، وتم تقسيم الناس إلى مجموعات.”

    وأضاف قائلاً: “كنا قرب جسر خشم القربة للإخلاء، عندما حلقت فوقنا طائرة حربية. ورداً على ذلك، استخدمت قوات الدعم السريع مدافع مضادة للطائرات وكنا على بعد ٢٠ مترا. كانت هذه إحدى الأوضاع الصعبة التي مررنا بها.”

    ظروف معيشية صعبة

    أقرت المنظمة الدولية أن حماية ضحايا العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي تشكل تحديًا صعبًا، وأشارت إلى أن ذلك يثير قلقها البالغ، حيث يزيد صعوبة الوصول إلى ملاذ آمن وخدمات الدعم من تعرضهم للخطر.

    أوضح الأطباء بلا حدود أن ظروف اعيشة النازحين في كسلا تعتبر بؤساً شديداً، حيث يتواجد الملاجئ المكتظة بالسكان ويواجهون صعوبة في الحصول على الطعام والمياه النظيفة والرعاية الصحية.

    ذكرت المنظمة أنه منذ نهاية ديسمبر ٢٠٢٣، تم علاج ٢،١٢٦ مريضًا من التهابات الجهاز التنفسي في مواقع مختلفة بالمدينة بواسطة فرق منظمة أطباء بلا حدود.

    وقالت إن العديد من الأشخاص يعتمدون على لطف المجتمعات المضيفة لتلبية احتياجاتهم، مما يزيد من عرضهم للأمراض والحرمان، كما يتهدد خطر الكوليرا والتيفوئيد في المستقبل، مما يعرض صحة النازحين للخطر.

    Related Posts

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى